نادر فوز
ما هي UNHCR، ما دورها، من يقدم الحماية الدولية، من هو اللاجئ... أسئلة كثيرة تتعلق باللاجئين ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) طرحت أمس خلال ورشة عمل للصحافيين المحترفين نظمتها المفوضية حول ولايتها ونشاطها في أوتيل جيفينور روتانا.
افتتح اللقاء الممثل الإقليمي للمفوضية ستيفان جاكميه، بكلمة ارتجالية أكد من خلالها أهمية التعاون بين الـUNHCR والصحافيين الذين من شأنهم «الضغط على الدول والحكومات وإثارة مسألة اللاجئين»، بالإضافة إلى تقديم النقد اللازم للمفوضية في حال أخطأت أو قصّرت في واجباتها. ولفت جاكميه في كلمته إلى تدهور الأوضاع في الشرق الأوسط، وخصوصاً في العراق حيث غادر أكثر من مليوني مواطن إلى البلدان المجاورة، إضافةً إلى الوضع الراهن في لبنان بعد حرب تموز الأخيرة.
تحدث في الجلسة الأولى أياكي إيتو عن عمل المفوضيّة في العالم، فشرح ظروف نشأتها في جنيف عام 1950 والتزامها اتفاقية عام 1951 الخاصة بوضع اللاجئين وببروتوكول عام 1967. «هي منظمة إنسانية غير سياسية تهتم بـ21 مليون لاجئ في العالم»، وتضم 262 مكتباً في 116 بلداً حيث يعمل 6899 موظفاً، أي بمعدل موظف لكل 3102 لاجئ. وطرح إيتو الحلول التي يمكن المفوضية أن تتّبعها لحل مسألة اللاجئين وهي العودة الطوعية إلى البلد الأم، الاندماج المحلي في البلد الحالي للاجئ أو إعادة توطينه في بلد آخر. وتحدث إيتو عن حقوق اللاجئين وحمايتهم من التوقيف بسبب دخولهم غير الشرعي، وحقهم في الطبابة وعدم الاضطهاد وكل الحقوق الأخرى التي تنص عليها شرعة حقوق الإنسان.
في الجلسة الثانية، عرض دومينيك طعمة، من مساعدي مسؤول الحماية، عمل المفوضية في لبنان، شارحاً عدم دخول لبنان في اتفاقية 1951 وبروتوكول 1967 وقلة المواد القانونية اللبنانية التي تتناول قضية اللاجئين. وأشار إلى عدم ضم قضية اللاجئين الفلسطينيين إلى عمل المفوضية بسبب اهتمام منظمة الأونروا بهم.
وتناول طعمة الشراكة بين الـUNHCR والمديرية العامة للأمن العام وتطوير العمل من اتفاق شفهي إلى مذكرة تفاهم متواضعة تسمح للاجئين بتقديم طلبات اللجوء خلال شهرين من وصولهم إلى المفوضية ليتم درسها لفترة ثلاثة أشهر، يُعطى فيها اللاجئ بطاقة تجوّل في الأراضي اللبنانية. بعد درس الملف، يصدر قرار المفوضية بإبقاء اللاجئ أو ترحيله أو إعادة توطينه. وتحدّث طعمة عن الوضع الخاص للاجئين العراقيين، إذ تطلب المفوضية اليوم من السلطات توفير حماية مؤقتة لهم، مشيراً إلى أنّ 176 عراقياً من أصل 3 آلاف نالوا صفة لاجئ هذا العام.
وفي الجلسة الثالثة، عرضت سميرة طراد من جمعية «روّاد» وضع بعض اللاجئين في لبنان، مشيرةً إلى دور الجمعية واهتمامها بقضاياهم. أما الجلسة الختامية فكانت مخصصة للإعلام واللاجئين ودور الصحافة في تغطية شؤون اللاجئين، تحدّثت فيها عبير عطيفة المسؤولة الإعلامية في المفوضية لشمال أفريقيا والشرق الأوسط. وجرى في الختام جلسة نقاش وتقويم بين الزملاء الصحافيين، إضافة إلى عرض فيلم وثائقي عن تاريخ المفوضية ونشاطها.