أكد العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز خلال استقباله في الرياض رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ضرورة «الوفاق بين اللبنانيين وتفويت الفرصة على الأعداء» فيما رأى السنيورة أن المبادرة العربية التي يقوم بها الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى المبادرة الجدية الوحيدة الموجودة مكرراً أن «الوجود في الشارع لا يمكن التغيير من خلاله».ووصل السنيورة أمس الى سلطنة عمان في إطار جولة عربية بدأها بمصر والسعودية تحضيراً لمؤتمر باريس ـــ 9، يرافقه فيها الوزراء: طارق متري، سامي حداد وجهاد أزعور.
واستقبل سلطان عمان قابوس بن سعيد الوفد اللبناني في بيت البركة، وجرى عرض لتطورات الأوضاع في لبنان، وتحضيرات الحكومة لمؤتمر باريس ـــ 3. وأكد قابوس دعمه للحكومة اللبنانية ومشاركة سلطنة عمان في المؤتمر.
وانتقل السنيورة الى قصر الضيافة «الغبرة» حيث أقام نائب رئيس الوزراء مأدبة غداء تكريمية على شرفه حضرها عدد من الوزراء العمانيين.
وقبل مغادرته الى الكويت أكد السنيورة أن اللقاء مع السلطان قابوس كان «طيباً جداً» مشيراً الى أن الأخير كان «مقدّراً ما تقوم به الحكومة اللبنانية ومعبراً عن تأييده للبنان ودعمه لكل الخطوات التي تقوم بها الحكومة ومحاولة ايجاد الحلول التي تضمن الوحدة بين اللبنانيين وتسهم في الخروج من الوضع الذي آلت اليه الأمور مع تأييده للخطوات التي تتبعها من أجل القيام بالإصلاحات الضرورية الاقتصادية والمالية».
ومساءً وصل السنيورة الى الكويت حيث كان في استقباله رئيس الوزراء الكويتي الشيخ ناصر الصباح. وفي صالون الشرف قال السنيورة رداً على سؤال عن الأزمة في لبنان: «نحن لا ندخر مناسبة إلا ونقوم بالجهد الذي نأمل منه حل هذا الإشكال، وكنت قد طرحت عدة مبادئ وجاء الأمين العام لجامعة الدول العربية بأفكار أساسية من أجل حل هذا الموضوع، الذي يجب ألا يكون موضوعاً عابراً من أجل التنبّه الى جميع المخاطر التي نتعرض لها في هذه الآونه، ويتعرض لها لبنان أيضاً، وأهم شيء يجب أن نعود الى الوئام بين اللبنانيين وان ندرك جميعاً أن لا حل لأي مسألة إلا من خلال الحوار والتفاهم».
وأشار الى «أن الحكومة اللبنانية تفتح عقلها وقلبها وعينيها وتمد يدها من أجل التعاون مع أشقائنا في الوطن ومن خلال العودة الى الحوار»، مكرراً أن «الوجود في الشارع لا يمكن التغيير من خلاله وبالتالي لا يكون بعملية انقلابية، بل من خلال المؤسسات الدستورية».
وكان السنيورة قد بدأ جولته بالقاهرة حيث أجرى محادثات مع الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الوزراء احمد نظيف حيث تمّ عرض للأوضاع. وعقد مؤتمراً صحافياً أشار فيه الى أنه لمس من مبارك «استعداداً لاستمرار الدعم الكامل للبنان».
ورداً على سؤال كرر أن «هناك رغبة دائمة من الحكومة اللبنانية في أن لا تتدخل في عمل المحقق الدولي، وليس هناك من طلب قدم إلى الحكومة اللبنانية بأن نسعى من أجل مساعدته، لم يتقدم إلينا بطلب ولم نكن على علم سابق سوى ما قرأناه مثل غيرنا عندما كتب هذا التقرير، وأعتقد أن من واجب السيد براميرتس أن يتولى هذا الامر».
وأكد أن «المبادرة العربية التي يقوم بها موسى، هي المبادرة الجدية الوحيدة الموجودة على الطاولة ونحن نرى أن الموقف العربي الذي يتمثل بهذه المبادرة يجب تشجيعه والاستمرار به، وأعتقد أنها مستمرة».
وتوجه السنيورة الى الرياض حيث استقبله الملك عبد الله بن عبد العزيز بحضور الوزيرين متعب بن عبد العزيز وسعود الفيصل والامير عبد الاله بن عبد العزيز. وبعد اللقاء أوضح السنيورة أنه سمع من الملك عبد الله «كل الدعم والتأييد للبنان وللبنانيين، وكل الرغبة في أن يعود اللبنانيون الى كلمة سواء، ويجلسون معاً ويعالجون كل القضايا».
وأعلن مصدر سعودي أن الملك عبد الله أكد خلال استقباله السنيورة وقوف المملكة إلى جانب الشعب اللبناني. وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أن الملك عبد الله دعا اللبنانيين إلى ضرورة «التمسك بالوحدة الوطنية» مؤكداً دعم بلاده للبنان في اجتماع باريس ـــ 3. ورفض الإفصاح عما إذا كان العاهل السعودي حدد للسنيورة المبالغ التي قد تتعهد بها المملكة خلال المؤتمر مكتفياً بالقول “إن المملكة أكبر الداعمين للبنان».
وقال المصدر إن الملك السعودي شدد على «الوفاق بين اللبنانيين وتفويت الفرصة على الأعداء»، من دون أن يحددهم وأشار الى أن السنيورة بحث مع العاهل السعودي تطورات «الأوضاع على الساحة اللبنانية والجهود لحل الأزمة بين الأطراف اللبنانية المتنازعة».وأضاف إن الجانبين تطرقا أيضا خلال اللقاء إلى الجهود المبذولة من جانب جامعة الدول العربية لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين.
من جهة أخرى استقبل السنيورة مساء أول من أمس في الرياض وزير المال السعودي ابراهيم العساف في حضور وزير الاقتصاد سامي حداد. وبعد اللقاء اكد العساف ان هذا اللقاء هو «تأكيد للدعم السعودي للحكومة اللبنانية في جهودها للإصلاح الاقتصادي والتنمية، وتحدثنا عن الاستعدادات لمؤتمر باريس ـــ 3 والمملكة ستكون موجودة هناك، وطبعاً دعم المملكة للبنان معروف لكن بالنسبة إلى الحجم سنعلنه في حينه».
من ناحيته قال السنيورة: «إن هناك مصلحة في البرنامج الإصلاحي لكل لبنان، فهذا البرنامج ليس للحكومة اللبنانية بل لكل لبنان واللبنانيين، وسيلمسون نتائج هذا الأمر على مدى السنوات المقبلة».
كذلك استقبل الرئيس السنيورة، أثناء وجوده في الرياض وزير خارجية ايطاليا ماسيمو داليما الموجود حالياً في المملكة العربية السعودية في حضور وزير الخارجية بالوكالة طارق متري وعدد من مساعدي الوزير داليما، وتناول البحث التحضيرات الجارية لمؤتمر باريس ـــ 3 ومشاركة ايطاليا فيه.
(وطنية)