استغرب مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو «المواقف الأخيرة» لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي «أغلق مجلس النواب ووضع المفتاح في جيبه»، معتبراً أنه أصبح «طرفاً في المعادلة المذهبية الضيقة الأفق».وقال الجوزو في تصريح أمس: «كنا نعتقد بأن حزب الله يقوم بأعمال طائشة لأن غرور الانتصار الإلهي شلّ تفكيره، وبأن الرجل العاقل الذي يستطيع لجم هذا الطيش هو رئيس مجلس النواب نبيه بري، لأننا كنا نراهن على حكمته واتّزانه وتجربته وعقلانيّته وإذ بنا نفاجأ بمواقفه الأخيرة عندما أغلق مجلس النواب ووضع المفتاح في جيبه». وتساءل «لماذا يتخلى الآن بري عن دوره التشريعي والتمثيلي الذي يفوق كل الأدوار الأخرى، ليصبح طرفاً في المعادلة المذهبية الضيقة الأفق»، مشدداً على أن «مجلس النواب ليس ملكاً للشيعة أو للسنّة أو للموارنة أو للدروز أو لأي طائفة أخرى، ورئيس المجلس رئيس لهؤلاء جميعاً. فما بال الرجل العاقل يسير وراء الشباب الطائش الذي بلغ فرحه بنفسه حد المغامرة بمصير لبنان كله مرتين، مرة عندما تسبب في حرب تموز. ومرة ثانية عندما استبدل الاعتذار لهذا الشعب بالهجوم عليه، وإعلان العصيان في ساحة رياض الصلح ليعطل الحياة السياسية والاقتصادية على أرضه؟». وخلص الى أن «مجلس النواب ملك للشعب اللبناني كله، ورئيسه ملك للشعب كله، ولا يستطيع أن يخلط بين شيعيته ولبنانيته، فإما أن يكون هنا أو أن يكون هناك»، متسائلاً: «كيف نعطل الديموقراطية؟ ولماذا انتخبنا النواب؟ ولماذا انتخبنا رئيس مجلس النواب في شبه إجماع؟». ورأى أن «خطأ الرئيس بري بمليون خطأ، وعليه فإن المجازفة بمستقبل الشرعية في لبنان خطيرة. كما إن ادّعاءه بعدم شرعية الحكومة أمر بالغ الخطورة لأنه تجاوز مجلس النواب كله وانفرد بهذا الرأي. وهذا معناه أنه يلغي مجلس النواب».
(وطنية)