صيدا ــ خالد الغربي
أعاد الاشتباك الأخير الذي وقع عصر الخميس الماضي بين الجيش اللبناني وعناصر «جند الشام» موضوع دخول الجيش اللبناني الى القسم الأكبر من أحياء التعمير ووضع حد للفلتان الأمني الى قائمة التداول. وعلم أن قيادة الجيش أبلغت عدداً من المعنيين بقرارها الانتشار قريباً، وكشف مسؤول حركة «حماس» في الجنوب أبو أحمد فضل لـ«الأخبار» أن «لجنة المتابعة الفلسطينية تبلغت خلال اجتماعها أمس من ضباط في مخابرات الجيش اللبناني أن القرار اتخذ بالدخول الى منطقة التعمير ــ عين الحلوة». وطلب من فضل إبلاغ ذلك الى لجنة المتابعة أثناء اجتماعها الذي كان «مخصصاً أصلاً لمعالجة قضايا فلسطينية ولبنانية أهمها اعادة الوضع الى ما كان عليه قبل يوم الخميس، لكن القرار الحازم للجيش ــ الذي تبلغه فضل ــ دفع الى إنفضاض الاجتماع، ولم يبد أي من الحاضرين تحفظاً على الخطوة الدخول، بل على العكس فإن الخطوة تحظى بالترحيب، والأهم أن الجيش يقوم بنفسه باعتقال المطلوبين».
مصادر مقربة من الجيش اللبناني نفت ان تكون القيادة قد أبلغت القيادات المعنية (في التعمير ومخيم عين الحلوة) بقرار متخذ خارج عن إطار التنسيق والتداول، مشيرة إلى ترحيبها بدخول يتم بالتعاون والاتصال مع مختلف القوى والمرجعيات المعنية، التي دعت إلى لقاء قد يُعقد اليوم صباحاً في ثكنة الجيش في صيدا. وعلم أن قيادة الجيش تسعى لدى القوى السياسية المحلية، التي أوصت قبل ثلاثة أشهر، خلال اجتماعها في دار الفتوى، بمعاودة الاجتماع لتوفير الغطاء مجدداً وتأمين انتشار سلس وهادئ للجيش من دون أية عقبات ورفع الغطاء عن اي مسيء.
ميدانياً، لا تزال الطريق مقطوعة عند حاجز «الموصللي» حيث يمنع الجيش أي سيارة من الدخول أو الخروج، ويتنقل الأهالي سيراً على الأقدام.
وفي إطار معالجته لموضوع تعمير عين الحلوة أجرى رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد سلسلة لقاءات واتصالات بهدف «وضع حد لما يتعرض له المواطنون من معاناة وتهديد أمنهم واستقرارهم». وفي ضوء الاتصالات أدلى النائب سعد بتصريح أشار فيه إلى «أن معالجة ما تشهده منطقة التعمير من أوضاع أمنية وتردٍّ على الصعد كافة، سواء الأمنية أو الحياتية والاجتماعية والمعيشية المتردية، يرتب على كل الأطراف التعاطي المسؤول والحازم بما يكفل أمن الناس وحمايتهم واستقرارهم الأمني، وأمنهم الاجتماعي والحياتي».
وطالب سعد القوى اللبنانية والفلسطينية كافة « بتجديد تجاوبها مع هذه التوصية وتسهيل مهمة انتشار الجيش وتوفير انتشار آمن من أجل حماية الناس واستقرارهم».