نادر فوز
بعد أيّام قليلة على إصدار إدارة الجامعة اللبنانية «المذكرة رقم 2» التي تقضي بتأجيل الانتخابات الطالبية في كل وحدات الجامعة وفروعها «وذلك بانتظار تأمين الأجواء الملائمة»، شهدت كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية ــ2 حركة توزيع بيانات من قبل التيارات «المسيحية» المتواجدة في الكلية. لكن البيانات الموزّعة لم تتعاط بموضوع «المذكرة»، بل جاءت سياسية ــ طائفية بحتة، إذ تواترت فيها كل من عبارات «وجودنا المسيحي الحر»، «أجدادنا المسيحيون»، «الغطاء المسيحي»، «السنّية السياسية»، «الشيعية السياسية»... وهذه التحركات السياسية تأتي أيضاً لكسر القرار الصادر عن رئاسة الجامعة يوم 24/5/2006 القاضي بمنع إقامة النشاطات السياسية في مختلف كليات الجامعة وفروعها «نظراً لتكرار حصول الإشكالات والحوادث والخلافات بين مختلف القوى الطالبية والسياسية». إلا أنّ «نشاطات» الأمس لم تؤثر على الأجواء الهادئة في الكلية.
افتتح طلاب التيار الوطني الحر في «الحقوق 2» «معركة» البيانات أمس بتوزيعهم بيان «المسيحيون والسنية السياسية منذ اتفاق الطائف»، حيث شرحوا فيه مَن المعني بهذه العبارة، قائد تيار المستقبل «أو تيار الحريري الذي يحوي أيضاً شخصيات سياسية غير سنية المذهب»، إضافةً إلى«الزعيم الدرزي وليد حنبلاط... ركن أساسي»، مستثنين الرؤساء: عمر كرامي، نجيب ميقاتي وسليم الحص. ورأى «التيار» في البيان أنّ السنية السياسية بدأت بفرض نفسها من خلال اتفاق الطائف حيث نجحت «المملكة العربية السعودية بزيادة صلاحيات رئيس الوزراء وقلّصت من صلاحيات رئيس الجمهورية»، مذكّرين بأنّ «الشهيد رفيق الحريري كان موجوداً لابساً العباءة السعودية التقليدية». وجاء في البيان أيضاّ أنّ إقرار «الطائف» كان بحاجة إلى «غطاء مسيحي» تمثل بالقوات اللبنانية والبطريرك صفير، فلم يحصد المسيحيون في المقابل إلا «السجن والتهميش وفقدان دور الطائفةوممّا جاء في البيان «همّشت السنية السياسية كل القوى المسيحية الممثلة لبيئتها»، فقام «الرئيس الشهيد بتفريغ رئاسة الجمهورية من دورها». وتساءل «العونيون» في ختام بيانهم عن السكوت عن السلاح الفلسطيني، وعلاقة «السنية السياسية وأركانها «بعبد الحليم خدام»، «ويا للصدفة أن تكون صحوتكم الوطنية تزامنت مع بداية الخلاف بين هذا الركن والنظام السوري».
ورداً على بيان التيار الوطني الحر، أصدر طلاب القوات اللبنانية في الكلية بياناً آخر بعنوان «المسيحيون الذمّيون والأصولية الشيعيّة»، اختصروا فيه كل ما جاء في البيان السابق «بكلمة سابقاً»، مفيدين أنّ وليد جنبلاط و«المستقبل» كانا من حلفاء سوريا، إلا أنهما أصبحا اليوم «من أشد معارضيها وفي صميم الخط السيادي الاستقلالي»، معتبرين أنّ التحالف معهما بسبب حملهما خطاباًَ «حمله أجدادنا المسيحيون منذ 1920 لليوم». وانتقد القواتيون تحالف «التيار» مع «من لا يزال يعتبر شهداءنا المسيحيين الذين قتلتهم سوريا، قتلى وعملاء»، ومع من لا يزال حتى اليوم «يقول شكراً لسوريا التي ما زالت تمعن في قتلنا وترهيبنا». ورأى البيان أنّ اتفاق الطائف «كان أفضل الممكن حينها، يوم وضع العماد عون المسيحيين في موقع الخاسر المهزوم بعد حروبه العبثية».
وفي مقابل السنية السياسية، تحدث بيان القوات عن الشيعية السياسية «التي تحكم البلاد والعباد بسلاح غير شرعي»، متسائلين عن «ولاية الفقيه والحكومة الإسلامية»، واصفين حزب الله بـ«الأصولي الشيعي». وعن التهميش الميسحي، رأى البيان أنّ «حزب الله وبرّي طرحا الشعار الشهير: القضاء قضاء على لبنان والمحافظة محافظة على لبنان»، مذكرين بتعطيل «حليفكم» برّي لجلسة إقرار قانون انتخابي لمحافظته على «المحدلة». وختم البيان: «نحن مع تسليم سلاح الميليشيات الفلسطينية ولكن الإيرانية أيضاً».
وعلى صعيد آخر، وزّع طلاب الكتائب بياناً ثالثاً يستنكرون فيه اعتصام «حلفاء سوريا للمطالبة بكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الوزير الشهيد بيار الجميّل وسائر الشهداء الذين سبقوه». واستنكر الكتائبيون وصول «العهر السياسي إلى «لفّ صورة الشهيد بزوبعة الذل والخيانة». ولفتوا في البيان إلى حلم الحزب القومي بقيام دولة سوريا الكبرى، «هذا الهلال الخصيب الذي لا يلحظ وجودنا كدولة ليذوب حلم الـ10452». وأشاروا أيضاً إلى عدم مفاجأتهم لتوجيه أصابع الاتهام «إلى هذا الحزب المتعطّش دوماً إلى الدماء الذكية». وختم الكتائبيون بيانهم، مؤكّدين على بقائهم ونضالهم لـ«الحفاظ على الكيان اللبناني وعلى وجودنا المسيحي الحر».