الكورة ــ فريد بو فرنسيس
شكّل الارتفاع الملحوظ الذي شهدته أسعار زيت الزيتون في السنة الماضية، إضافة إلى الموسم الجيد والوفير الذي أعطته شجرة الزيتون للمزارعين، عامل تحفيز للمزارعين في الكورة على الاهتمام بشجرة الزيتون هذا الموسم، الأمر الذي دفع بالكثير منهم إلى الاهتمام بشكل واسع بأرضه لتحسينها وتحضيرها، تمهيداً لغرس نصوب الزيتون الفتية فيها.وكان المزارعون في قضاء الكورة قد أنهوا موسم قطاف الزيتون، وجمعوا محصولهم السنوي من الزيتون والزيت ومشتقاته في الجرار والخوابي، والتفتوا إلى الاهتمام بزراعة شتول أشجار الزيتون وأغراسها، بعد شرائها من المشاتل الخاصة أو تلك العائدة لوزارة الزراعة، من أجل زرعها في الأماكن التي تعرضت فيه أشجار الزيتون لليباس أو الاندثار بسبب هرمها أو التعرض الجائر لها، أو بسبب مرض أصيبت به هذه الأشجار، الأمر الذي يدفع المزارعين الى إعادة تشجير أراضيهم واستصلاحها.
ولهذه الغاية استصلحت أراض جديدة لزراعة أشجار الزيتون في مناطق معينة في المنطقة، إضافة إلى الاهتمام بمساحات واسعة من الأرض أهملها أصحابها في السنوات الماضية. ومن اللافت في الكورة هذه الأيام العناية بالمشاتل الخاصة التي تبيع الشتول والأغراس للمزارعين. وتعمل دوائر وزارة الزراعة في الشمال، ضمن الامكانات المتاحة لديها، على تزويد مزارعي الزيتون النصوب المطلوبة، إضافة الى ما يمكن تقديمه من أدوية وأسمدة وغير ذلك، من أجل الحفاظ على زراعة الزيتون في منطقة، لطالما اعتبرت واحدة من أبرز مناطق لبنان وأشهرها بزراعة الزيتون وإنتاجه ومشتقاته. ونظراً إلى اتساع رقعة مساحة زراعة الزيتون في الكورة، وانتشارها في المناطق الساحلية والوسطى والجبلية، فإن حاجة الكورة الى أغراس جديدة تقل في العادة عن حاجة المناطق الأخرى التي بدأت تزدهر فيها هذه الـــزراعة في الســـــــنوات الأخيرة.
ففي هذا السياق، يُوفّر مزارعو الكورة حاجتهم من نصوب وأغراس الزيتون من المشاتل الخاصة المنتشرة في المنطقة وجوارها، إضافة الى ما يتوافر منها في المشاتل التابعة لوزارة الزراعة في الشمال، وتحديداً في مشتلي دير عمار والعبدة، حيث تُوفّر النصوب بأسعار رمزية، أو تقدم مجاناً في بعض الأحيان، وخصوصاً عندما تحصل الوزارة على هبات وتقديمات من الشتول والأغراس، ولا سيما من سوريا.
إضافة إلى ذلك، ينتظر مزارعو الزيتون في الكورة ان يبدأ العمل قريباً في تطبيق بنود الاتفاقية الزراعية اللبنانية ــ الايطالية المشتركة، التي تهدف الى انتاج نصوب وأغراس مؤصلة ونظيفة، خالية من الأمراض والطفيليات ولا سيما مرض «الليماتولا» الذي يصيب أشجار الزيتون، بإشراف مهندسين زراعيين تابعين لوزارة الزراعة اللبنانية.
ويقول الخبير الزراعي المهندس جورج جحا «انه لا يوجد فعلياً مشتل للزيتون في قضاء الكورة، إنما تستقدم معظم الشتول من محافظة الجنوب التي تأتيها الشتول من إيطاليا وتكون عادة نصوباً برية، فتطعّم هناك لتصبح صالحة للزراعة». وتمنى جحا «ان يفعّل مشروع إقامة مشتل في الكورة الذي وضع الحجر الأساس له الوزير السابق شوقي فاخوري في أرض تابعة لدير مار يعقوب في دده الكورة، من أجل توفير المزيد من الشتول الخضراء أكانت نصوب زيتون أم غيرها من الأشجار المثمرة».