واصلت «هيئة المتابعة لقوى 14 آذار» هجومها على تحرك المعارضة، ورأت أن التغيير له معبر واحد هو مجلس النواب، وأن الطريق الأقصر للخروج من المستنقع الحالي هو التجاوب مع المبادرة العربية.عقدت الهيئة اجتماعاً أمس في مقر حزب الكتلة الوطنية، وأصدرت بياناً تلته الأمينة العامة لحزب الكتلة كلود كنعان بويز، جاء فيه: «إن مسرح الدمى المتحركة الذي تديره الحركة الانقلابية بقيادة حزب الله، وبقناع الإدارة الحالية للاتحاد العمالي العام، حط رحاله (أول من) أمس أمام مكاتب أوجيرو، وهو يعد بمواصلة عروضه النقالة وتصعيدها في الأيام المقبلة، في سعي محموم إلى إلحاق أكبر قدر من الأذى والتشويش على المؤتمر العربي والدولي لدعم لبنان الذي يعقد في باريس في 25 من هذا الشهر بحضور 30 دولة وعشرات المنظمات المانحة، الذي يتوقع منه أن يعطي لبنان واللبنانيين فرصة فريدة لإنعاش اقتصادهم وحل مشاكلهم المالية وإعادة بناء ما دمرته الحروب المتعاقبة، وآخرها العدوان الإسرائيلي في تموز الماضي».
وأشار البيان إلى «أن الكلام المنمق حول الفصل بين مؤتمر باريس ــ3 والبرنامج الإصلاحي للحكومة الذي يشيد بهذا ويذم ذاك، لم يعد ينطلي على اللبنانيين الذين لا يصدقون، كذلك هذا التناقض الفاضح بين الحرص اللفظي على الاقتصاد ولقمة العيش، من ناحية أولى، والإصرار، من ناحية ثانية، على التصعيد واحتلال الساحات وتعطيل الوسط التجاري لأسابيع طويلة وتطفيش السياح وإضعاف ثقة المستثمرين اللبنانيين والأجانب ودفع آلاف الشباب اللبناني إلى البطالة والهجرة القسرية بحثاً عن لقمة العيش الكريمة».
وأضاف: «إن أطراف الحركة الانقلابية مدعوون إلى استخلاص العبر من تجربة الأسابيع الماضية والتوصل إلى الاستنتاج المنطقي أن التغيير في بلد ديموقراطي له معبر واحد هو مجلس النواب، وأن الطريق الأقصر للخروج من المستنقع الحالي هو التجاوب مع المبادرة العربية التي يقودها مشكوراً الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى».
ورأى البيان أنه «بالتوازي مع إخفاقها في إجهاض باريس ــ 3، بدأت الحركة الانقلابية بإلقاء الضوء مجدداً على القرار 1701 الذي وضع حداً للعدوان الإسرائيلي على لبنان، بحيث أخذت بعض الأصوات توجه النقد مجدداً إلى القرار الدولي وإلى القوات الدولية، مع التركيز على القوات الفرنسية وإلقاء الشكوك حول دورها ومهماتها، الأمر الذي يثير المخاوف مما يحضر على هذا الصعيد ويستدعي بالتالي التحذير من عواقبه الوخيمة».
ولفت البيان إلى أنه «في السياق نفسه الهادف إلى زعزعة الاستقرار وزرع بذور الفتنة، سجل تزايد في نشاط القوى المرتبطة مباشرة بالمخابرات السورية على صعيد إدخال شحنات جديدة من الأسلحة وتوزيعها في مناطق حساسة داخل لبنان، وخصوصاً في البقاع الغربي وراشيا وبعض مناطق الجبل، الأمر الذي يستدعي لفت جامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى هذه الممارسات المتواصلة من النظام السوري داخل الأراضي اللبنانية».
وأعربت هيئة المتابعة عن ارتياحها إلى قرار مجلس القضاء الأعلى الأخير باستئناف المحاكمة في قضية اغتيال بشير الجميل مشيرة إلى أن «هذا يؤكد أهمية استعادة الجسم القضائي عافيته واستقلاليته ودوره الحاسم في إرساء دولة الحق والعدالة».
(وطنية)