رحب رئيس الجمهورية العماد إميل لحود بالزيارة الرسمية التي يعتزم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إجراءها للبنان يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين، معرباً عن أمله أن تساهم هذه الزيارة في «تطوير العلاقات الأخوية اللبنانية ــ الفلسطينية»، وفي «تعزيز التحرك لإيجاد حلّ عادل للقضية الفلسطينية، يرتكز على ضمان حق العودة للفلسطينيين الى أرضهم وعدم توطينهم في الدول التي تستضيفهم، وفي مقدمها لبنان».وكان لحود قد استقبل أمس، ممثل رئيس السلطة الفلسطينية في لبنان السفير عباس زكي الذي نقل إليه رسالة شفهية من الرئيس الفلسطيني، تناولت التطورات الراهنة والموقف الفلسطيني حيالها.
وأثناء اللقاء، تطرّق البحث الى أوضاع الفلسطينيين في لبنان، أمنياً واجتماعياً واقتصادياً، فأكد لحود أن أمن الفلسطينيين هو «من أمن اللبنانيين»، مشيراً الى أن الأجهزة الأمنية اللبنانية، وفي مقدمها الجيش، «تسهر على سلامتهم، وتتخذ كل الإجراءات الكفيلة بتوفير الأمن والاستقرار لهم».
بدوره، أوضح زكي أن لقاءه لحود يهدف الى ترتيب زيارة الرئيس الفلسطيني التي «تأتي في ظرف حساس ودقيق، وتحتاج الى ترتيبات بهدف تقوية العلاقات اللبنانية ــ الفلسطينية ووضعها في الموقع الذي يجب أن تكون فيه»، مضيفاً: «لقد وجدنا من فخامته كل استعداد لبحث أي مقترحات يحملها الرئيس عباس في سبيل تطوير هذه العلاقات، خصوصاً أن الشعبين اللبناني والفلسطيني يمران في الظروف نفسها».
وأشار زكي الى أن التوجهات العامة للمقترحات التي سوف يحملها عباس تتلخّص في «معرفة كيفية النهوض العربي، في الوقت الذي يجتاز فيه الشعبان اللبناني والفلسطيني وضعاً استثنائياً».
وزار زكي نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، على رأس وفد ضمّ علي فيصل، فتحي أبو العردات، خالد عارف، ومحمود الأسدي، في حضور المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان والقاضي الشيخ مهدي اليحفوفي.
وجرى البحث في التطورات على الساحة الفلسطينية، وشدّد قبلان على ضرورة «أن يبذل الفلسطينيون جهودهم لتحصين وحدتهم الوطنية بمزيد من التشاور والتعاون، وعليهم أن يظلوا في خندق واحد في مواجهة المؤامرات التي تستهدف شعبهم وقضيتهم، ولا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يتقاتلوا»، لأن الخلافات «تضرّ بالقضية الفلسطينية»، وقتال بعضهم بعضاً «محرّم شرعاً».
وأكد ضرورة «أن يبذل رجال الدين جهودهم لتعميم ثقافة الوحدة والتعاون، كي تظل لغة الاعتدال ومنطقه سائدين».
من جهته، أعرب زكي عن ارتياحه لـ«اللقاء الحميم الذي يتسم بمسؤولية عالية وأمانة في تحمّل المسؤولية الوطنية في فلسطين ولبنان من جانب الشيخ قبلان»، مضيفاً: «لقد بددنا مخاوفه من الاقتتال الداخلي، أو ما يسمى بالحرب الأهلية، كما يتمنى أعداء قضية فلسطين». ونقل زكي عن قبلان تأكيده أن وحدة الفلسطينيين هي «انتقال نوعي في حياتهم سينعكس إيجاباً على لبنان».
(وطنية)