strong>قطر تدعم باريس 3: لا نعارض المحكمة الدولية بل تسييسها
أكدت قطر استعدادها لدعم جهود الحكومة اللبنانية من أجل إنجاح مؤتمر «باريس 3».
وقال وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة: «بالنسبة لباريس 3، فإن قطر لن تألو جهداً في دعم لبنان في كل الظروف وفي كل المجالات».
وشدد الشيخ حمد على أن بلاده «على اتصال بكل الإخوان في لبنان (..) و دائماً نسعى لفهم الخلافات ولتقريب وجهات النظر»، نافياً معارضة بلاده لقيام المحكمة الدولية، وقال: «لم يكن لدينا اعتراض قط على المحكمة، بل بالعكس نريد معرفة من ارتكب الجرائم التي لا نقبلها». لكنه أضاف: «نحن لا نريد تسييس المحكمة».
من جانبه، دعا السنيورة المعارضة لاستئناف الحوار، وقال بعد لقاء مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني: «لا طريق غير العودة للحوار» و«النزول إلى الشارع لا يحل المشاكل». ورأى أن «مؤتمر باريس 3 ليس لخدمة الحكومة» مؤكداً أن المبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية ما زالت قائمة و«إذا كان هناك بعض الفتور في متابعتها، فهذا لا يعني أنها سقطت أو ماتت».
وكان السنيورة التقى في الدوحة على فطور عمل، عدداً من سفراء الدول العربية والأجنبية ورجال أعمال لبنانيين في حضور أعضاء الوفد اللبناني المرافق، وتحدث السنيورة شارحاً التطورات في لبنان وما تقوم به الحكومة من تحضيرات لعقد مؤتمر باريس ــ3، مشدداً على «أن الحوار والتفاهم هو الأساس لمعالجة المشكلات التي تمر بلبنان».
وفي حديث إلى محطة «الجزيرة» رأى السنيورة أنه ليس بالإمكان أن ينفجر الوضع في لبنان، وأكد أن هناك مبادرة وحيدة تتمتع بصدقية ومقبولة وهي المبادرة العربية»، موضحاً أن المبادرة «مبنية على اقتراحات عملية بأنها تأخذ من الآخر القدرة على الفرض، وتأخذ من الأقلية القدرة على التعطيل وحتى دفع الحكومة إلى الاستقالة، وبالتالي تجمع الاثنين سوياً ويجدان مصلحة لهما في أن يجلسا ويتحاورا ويتوصلا إلى تفاهم على كل الأمور».
وقال: «هناك تفاوت في وجهات النظر في بعض الأمور، نعم، ولكن هناك توافق بين اللبنانيين على كثير من الأمور، ويجب أن نبني على ما نتفق عليه ونحاول أن نجد ما يسمى جوامع مشتركة بالنسبة إلى الأمور الأخرى. نحن نعتقد أن المبدأ الأساس بالنسبة إلى اللبنانيين هو أن يجلسوا سوياً لحل هذه المشاكل، ولكن ليس على قاعدة أن فريقاً مهزوم، وفريقاً منتصر».
وأكد أن الأكثرية على استعداد لأن تتوصل إلى حكومة وحدة وطنية والاتفاق على برنامج عملها، معرباً عن استعداده أيضاً لمناقشة كل الأفكار عن المحكمة، واصفاً كلام النائب وليد جنبلاط عن أنه لا يمكن أن يتغير أي حرف في مشروع المحكمة بأنه غير دقيق. وأوضح رداً على سؤال: «أنا لم أقل إنني على استعداد لإجراء تعديلات، أنا أقول إنني على استعداد لأن أستمع، وكل ما يؤدي إلى طمأنة الفريق الآخر دون أن يفرغ المحكمة من مضمونها».
وإذ أكد أنه خارج تصنيف الولايات المتحدة لحلفائها في المنطقة بأنهم ضمن محور المعتدلين في مواجهة المتطرفين، وفي مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة والنفوذ السوري الإيراني في لبنان، علق على قول الرئيس الأميركي جورج بوش إنه فخور به في مواجهته لحزب الله، قائلاً: «فخور جيد، أنا أجبته في النهاية، من يريد مساعدتنا عندنا 1 و2 و3، أولاً: أن يوقف الطلعات الإسرائيلية فوق لبنان، ثانياً: يساعدنا بأن يجبر إسرائيل على الانسحاب ووضع مزارع شبعا تحت سلطة الأمم المتحدة إلى أن توافق سوريا على ترسيم الحدود مع لبنان. ثالثاً: مساعدة لبنان من أجل الاشتراك في المؤتمر الدولي والعربي لدعم لبنان».
وأكد «أن لبنان إذا كان هناك من سلام فهو آخر بلد عربي يوقع، وإذا أراد العرب المحاربة، فإن لبنان هو في الطليعة». وقال: «نريد أن نكون على صداقة جيدة مع سوريا، فهي بلد شقيق وجار وبيننا وبينه تاريخ وحاضر ومستقبل ولكن يجب أن تكون العلاقة مبنية على الاحترام المتبادل، وكذلك بالنسبة إلى ايران». وعن الورقة الاصلاحية أوضح أنها «ليست بنت أمس، هي مطروحة أمام اللبنانيين منذ أكثر من 10 سنوات، وبعد ذلك طرحت مطلع عام 2006 مرات عديدة أمام كل الوزراء والنواب والأحزاب والجمعيات والنقابات».
وعن كيفية تصرف الحكومة عندما لا تستطيع ترجمة الورقة بمراسيم وقوانين قال: «المواطنون عندها سيحكمون بأن هناك من يحاول إنقاذ البلد وهناك من لا يحاول أن يأخذ البلد إلى المجهول، بل الى المعلوم، وان عدم السير في طريق الإصلاح هو منع لبنان من الحصول على الدعم العربي والدولي، وبالتالي يأخذ البلاد الى وضع ليس في صالح اللبنانيين».
ورداً على سؤال أكد السنيورة أنه «ليس من الجدير بحث دعوة مجلس النواب من غير رئيسه»، وقال: «هذا ليس تبريراً لدور رئيس مجلس النواب، إن هذه مسؤولية على رئيس مجلس النواب الذي هو رئيس السلطة التشريعية بأن يعيد العمل لمجلس النواب، وهو السلطة الأم في البلاد، وبالتالي إذا كنا نلجأ إلى أن تتم دعوة نائب رئيس مجلس النواب لدعوة المجلس، هذا ليس حلاً، أعتقد أن هذه مشكلة جديدة، وبالتالي إن البلد بحاجة إلى أن ننتهي من مشكلة لا أن ندخل في مشكلة جديدة، ولكن هذا لا يعني أن يستمر مجلس النواب معطلاً، أنا لم أسمع بأي بلد تتعطل فيه السلطة الدستورية»، مشيراً إلى أن «السؤال الآن هو كيف نحل المشكلة ويعود مجلس النواب للعمل».
وكرر قوله رداً على سؤال أن هناك استقلالية للمحقق الدولي سيرج براميرتس: «يقولون إن هناك بلداناً لم تتعاون، فهذا عمله. فليذهب ويدبر نفسه وير من لم يتعاون وليقل لماذا لم يتعاون ويذكره ويلاحقه. الأمر الثاني أن الأمم المتحدة اجتمعت وقررت وطلبت من مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون القانونية ان ييسر أمور براميرتس»، مؤكداً «إننا نريد أن نعرف الحقيقة من المحكمة وعدم تسييسها، ولا أن تستعمل كوسيلة لإدانة أي فريق بمن فيهم سوريا وغير سوريا(...) ولا النيل من أي طرف».
وغادر السنيورة الدوحة إلى عمان آخر محطة في جولته العربية لحشد الدعم لمؤتمر باريس ــ3. وسيلتقي اليوم الملك عبد الله الثاني ورئيس الوزراء معروف البخيت في لقاءين منفصلين.
(وطنية)