نادر فوز
بعد أن تُوّجت سلسلة البيانات التي انهالت على طلاب الحقوق ـــ 2 بإشكال بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، و«دخول الاشتراكي على الخط»، قام أمس السيّد
كميل دوري شمعون بزيارة للكلية جلس خلالها مع مسؤولي بعض الأحزاب مستثنياً كل من «الشيوعي» و«التيار». كما وزّع أنصار الأخير بياناً بعنوان «زبّال نيويورك»


بعد انتهاء الاستعدادات الأخيرة وانتشار دورية من قوى الأمن الداخلي على مدخل كلية الحقوق ـــ 2 بطلب من مناصري «الأحرار»، وصل السيّد كميل شمعون، نجل رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، بصحبة مرافقيه. فاستقبله المنظّمون في الكافتيريا حيث جرى اللقاء مع بعض الطلاب. وبعد لقائه مدير الكلية عبدو يبرودي، عاد شمعون واجتمع بمسؤولي كل من القوات اللبنانية والكتائب والأحرار، تحدثوا خلاله عن ضرورة تهدئة الأوضاع في الجامعات والحد من الأجواء الاستفزازية مع ضمان حرية التعبير والانتماءات السياسية، إضافةً إلى أوضاع الجامعة وما يشوبها من فساد وغياب تجهيزات ولوازم ضرورية للطلاب. والملاحظ كان استثناء كل من الحزب الشيوعي اللبناني والتيار الوطني الحر من الجلسة الأخيرة، إضافة إلى قيام طلاب «الوطني الحر» بتوزيع بيان بعنوان «زبّال نيويورك». كما وزّع طلاب «الأحرار» الحلوى داخل الكلية، وقدّموا إلى «الرئيس» باقة من الورد.
البارز هو حصول هذه الزيارة، ونشوب حرب البيانات داخل الكلية، على الرغم من صدور قرار منع النشاطات السياسية داخل الجامعة اللبنانية. سيمون درغام، المسؤول الإعلامي لحزب الوطنيين الأحرار في الحقوق ـــ 2، لا يعدّ هذا النشاط ضمن النشاطات السياسية، إذ وضعه في إطار زيارة «مسؤول حزبي لطلاب حزبه»، وهو ما لا يتعارض مع قرار الإدارة المركزية في الجامعة اللبنانية بمنع التحركات السياسية في كل فروعها ووحداتها. وعن عدم توجيه الدعوة إلى «الشيوعي والتيار»، قال درغمان إنّ الدعوات كانت للأحزاب «التي تتماشى مع الخط السيادي الحر».
جوزيف كرم، رئيس الهيئة الطلابية، وضع بدوره استقبال شمعون ضمن زيارة «رجل سياسي لمجموعته الناشطة والمدير وطلاب الجامعة بعيداً عن السياسة». كما نفى كرم ما ورد في بعض وسائل الإعلام عن تحميله مسؤولية إشكال أمس في الحقوق لـ«مجموعة غير منضبطة من طلاب القوات اللبنانية».
جاد غصن، مندوب «التيار»، استغرب استثناءه من اللقاء «رغم الأجواء الإيجابية التي تجمعنا بالأحرار»، ورأى أن الموضوع قد يكون نتيجة «الخلاف السياسي العام أو لاعتبارات خاصة بهم». وعن إجراء نشاط سياسي رغم قرار «المركزية»، حوّل غصن السؤال إلى إدارة الكلية لافتاً إلى معارضته التامة للقرار الصادر في 24/5/2006.
أما تغريد زرقا، مسؤولة مجموعة قطاع الشباب والطلاب في الحزب الشيوعي في الكلية، فرأت أنّ تهميش «الحزب» جاء نتيجة «المحاولات الكثيرة الفاشلة من جانب الأحرار لضم الشيوعيين إلى حلف 14 آذار»، لافتةً إلى حيادية «الشيوعي» في قلب صراع المصالح الحاصل. وعن منع النشاطات السياسية قالت زرقا إنّ «حالة الجامعة اللبنانية بشكل عام غير قانونية»، إذ إنّ قرارات رئيس الجامعة مخالفة لمراسيم «اللبنانية» بحيث «إنّ كل مدير مسؤول عن فرعه».
أما «زبّال نيويورك»، فوزّعه طلاب «التيار» خلال زيارة شمعون كأنّ هذا اللقاء لا قيمة فعلية له. افتتح البيان بجملة «الرجل الوطني» وليد جنبلاط «يشرّفني أن أكون زبّالاً في نيويورك على أن أكون زعيماً وطنياً في لبنان»، مستلحقةً بأخرى «المختارة بوابة دمشق». ورأى طلاب «التيار» أنّ هذين الموقفين «يظهران حقيقة مبادئ هذا الرجل»، إذ أشاروا إلى تماوجه مع علاقة الولايات المتحدة بسوريا بحيث إنّ قصره كان بوابة دمشق «عندما كانت التسوية الأميركية ـــ السورية تقضي باحتلال سوريا لبنان»، ليتحوّل فور انقطاع العلاقة بين الدولتين إلى «المزايد الأول في ادّعاء الحرص على الحرية والسيادة». وتناول البيان أيضاً قضية مهجّري الجبل، لافتاً إلى أن الاعتذار لا ينفع ما دام الأهالي مهجّرين حتّى الآن «وأموالهم لا تزال تُسرق»، إضافة إلى سؤال عن موقف جنبلاط إذا تسلّم عبد الحليم خدام السلطة وقرر العودة إلى سوريا.
في سياق آخر، يرى أحد طلاب «حزب الوطنيين الأحرار» أنه يجري تهميشهم من جانب طلّاب القوات اللبنانية في الهيئة الطالبية في كلية الحقوق والعلوم السياسية، على الرغم من تحالف الطرفين في الانتخابات السابقة. كما يفيد أنّ القواتيين يرفضون إقامة النشاطات الأكاديمية والثقافية التي يطرحها حلفاؤهم، لافتاً إلى أنّ صورة للشهيد داني شمعون قد تعرّضت للتحطيم منذ فترة.