strong>رأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن علاقات لبنان مع الآخرين «رهن مساعدتهم لبنان والابتعاد عن التدخل في شؤونه». وقال ان السلبية «لا تؤدي الى نتيجة»، وإن محاولة قطع أي شارع سيقابلها وجود أناس يقطعون شوارع»
  • «السلبية لا تؤدي إلى نتيجة وأي محاولة لقطع شارع سيقابلها أناس يقطعون شوارع»

  • رأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن السلبية لا تؤدي الى نتيجة والى تحقيق أي مطلب عربي أو قومي، وأن الإيجابية والتعاون والحوار والابتعاد عن الشارع هي المدخل الى الحلول، غامزاً من قناة التحركات المرتقبة للمعارضة، حيث إن محاولة قطع أي شارع سيقابلها وجود «أناس يقطعون شوارع».
    ومؤكداً أن «لبنان ليس بلداً من دون بوّاب»، وهو «يريد أن يبني علاقات جيدة مع إيران»، شرط «الاحترام المتبادل، والدخول عبر الدولة اللبنانية التي تحمي اللبنانيين وتؤمّن لهم حاضرهم ومستقبلهم لكي يشعروا بالأمان».
    وكان السنيورة قد أنهى، أمس، جولته العربية التي شملت مصر والسعودية وسلطنة عمان والكويت والبحرين والإمارات وقطر، وتوّجها بزيارة الأردن حيث التقى الملك عبد الله الثاني.
    وفي هذا الإطار، أكد العاهل الأردني دعم بلاده للبنان وحكومته، مشدداً على «ضرورة حلّ الأزمة الحالية في لبنان بالحوار والتفاهم».
    بدوره، أشار السنيورة الى أن الملك عبد الله «مستمر في تقديم الدعم للبنان، سواء بالنسبة الى إعادة بناء القرى التي تهدمت فيه، أو بالنسبة الى المشاركة في مؤتمر باريس».
    ورداً على سؤال عن مدى التدخل الإيراني في شؤون لبنان والعراق وفلسطين وكيفية مواجهته، أكد السنيورة أن للبنان «عدواً واحداً، هو اسرائيل»، أما العلاقات مع الآخرين فهي رهن «مساعدتهم للبنان والابتعاد عن التدخل في شؤونه، وعدم محاولة الوقوف الى جانب فريق دون فريق آخر»، مضيفاً: «اللبنانيون لا يقبلون التدخل في شؤونهم أو القيام بإملاءات عليهم، لأن لبنان بلد عربي حر ومستقلّ، ونحن نبني علاقاتنا مع الجميع على أساس مدى احترامهم لهذه المبادئ.. فإذا كانت إيران راغبة في مساعدة لبنان في تخطّي المشاكل، فأهلاً وسهلاً، لكن عليها أن تقدم وأن تدخل عبر الدولة اللبنانية. أما أن تتلافى وجود الدولة اللبنانية ولا تتعامل معها، فهذا خطأ كبير ترتكبه كل دولة في التعامل مع لبنان».
    وفي شأن الدعم الذي تقدّمه الولايات المتحدة الاميركية للحكومة اللبنانية، فيما تقوم بإرسال الطائرات الى إسرائيل لتدمير لبنان، أجاب: «من يرد أن يساعدنا، فأهلاً وسهلاً به.. عندنا عدو واحد اسمه إسرائيل، والباقي نراه صديقاً بقدر ما يكون قريباً منا أو يساعدنا. ما زال لدينا أرض محتلة، هي مزارع شبعا، وما زالت إسرائيل تنتهك أجواءنا الجوية، إضافة الى مواضيع الألغام والمعتقلين في السجون الإسرائيلية. وبالتالي، نحن بحاجة الى الدعم الاقتصادي من خلال المؤتمر الذي سيعقد في باريس، ونريد أن يمارس الضغط على إسرائيل من أجل الانسحاب من مزارع شبعا، وفق النقاط السبع التي وافق عليها اللبنانيون الواردة في القرار 1701، بأن تودع بعهدة ووصاية الأمم المتحدة الى أن يبت الأمر بين لبنان وسوريا».
    وفي شأن الأزمة القائمة في لبنان، رأى أن الاختلاف يقدّم «هدايا مجانية لإسرائيل»، داعياً الى «عدم تضييع الوقت من خلال الخلافات الصغيرة»، و«العودة الى الرشد وكلمة سواء، من أجل إكمال الانتصار الحقيقي على إسرائيل».
    وفي إطار آخر، كان السنيورة قد أجرى محادثات مع نظيره الأردني معروف البخيت، تناولت تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة والتحضيرات لـ«مؤتمر باريس ــ 3». وبعد اللقاء، لفت البخيت الى وقوف بلاده الى جانب لبنان، ودعا الى ضرورة «استئناف الحوار من حيث انتهى»، مؤكداً أن ما يحدث في لبنان، كما في العراق والمنطقة، هو «إفرازات وتداعيات للمشكلة الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط، أي غياب العدالة في فلسطين، وعدم إيجاد حل عادل وشامل ودائم لهذه القضية».
    من جهته، أشار السنيورة الى أنه تداول مع البخيت شتى القضايا التي تهمّ العرب جميعاً في هذه الآونة، ولفت الى أن المشاكل في لبنان لا تحلّ «إلا بالحوار وبقبول بعضنا للبعض الآخر، من خلال العودة الى المؤسسات الدستورية والتواصل»، معتبراً أنه «لا طلاق ولا فراق بين اللبنانيين، وكل المحاولات هي لذرّ الرماد في العيون والتهويل». وأكد أن «مؤتمر باريس ــ 3 سيحصل»، وهو «ليس لمصلحة فريق من اللبنانيين والحكومة اللبنانية، بل لمصلحة جميع اللبنانيين، وهو سيؤدي الى تعزيز الاستقرار المالي والنقدي في لبنان، إضافة الى كونه الطريق الى تعزيز النمو وإيجاد فرص العمل الجديدة».
    وعاد السنيورة بعد الظهر إلى بيروت، واستقبل في السرايا الكبيرة السفير الفرنسي برنار إيمييه، ثم السفير السعودي عبد العزيز الخوجة والموفد الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسن.
    وأجرى السنيورة سلسلة اتصالات هاتفية شملت كلاً من: الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، رئيس البنك الدولي بول وولفوفيتز، رئيس البنك الإسلامي للتنمية أحمد محمد علي، وزير خارجية كندا بيتر ماكاي، وزيرة الخارجية البريطانية مارغريت بيكيت ووزير المال الكويتي بدر الحميضي.
    وتركز البحث خلال هذه الاتصالات على التحضيرات التي أعدّتها الحكومة لانعقاد مؤتمر باريس 3، والاستعدادات الجارية لذلك.
    كما أجرى اتصالاً بنقيب المحررين ملحم كرم.
    (وطنية)