صيدا ـــ خالد الغربي
لم يقدّر لاجتماع «دار الفتوى ـــ 2» في صيدا، الذي كان مقرراً عقده أمس لتأكيد المطالبة السابقة بدخول الجيش الى منطقة التعمير التي تشهد توترات أمنية، أن يلتئم تحاشياً للخلافات التي صاحبت الدعوة الى الاجتماع، وبعدما فشلت جهود إقناع رئيس التنظيم الشعبي الناصري النائب اسامة سعد بالحضور بعد إصراره على عدم المشاركة بسبب «صيغة الدعوة» والإعلان عنها من جانب النائبة بهية الحريري، وكذلك لقناعته بأن «المطلوب هو ترجمة الأقوال والمطالبات السابقة الى أفعال (أي تنفيذ دخول الجيش)». وآزر موقف سعد عدد من المدعوين بينهم رئيس البلدية عبد الرحمن البزري.
واستُعيض عن الاجتماع ببيان صدر عن مفتي صيدا والجنوب الشيخ محمد سليم جلال الدين، جاء فيه: «بعد النداءات المتكررة من أهلنا في منطقة التعمير والمواقف الإيجابية من جانب كل الفاعليات السياسية في المدينة، واستنادا الى الاجتماع الموسع الذي عقد سابقاً في دار الإفتاء الذي تمنى على الجيش الدخول الى التعمير واتخاذ كل الاجراءات التي تحفظ كرامة المواطنين، وأمن سكان التعمير وممتلكاتهم، وبسط سلطة الدولة مؤسساتها الشرعية على المنطقة، يتمنى المفتي جلال الدين، مؤيداً من كل إخوانه وأبنائه الصيداويين، على قيادة الجيش اللبناني الباسل التجاوب مع مطلب أهالي التعمير وأبناء صيدا بضرورة دخول الجيش اللبناني الى منطقة التعمير لوضع حد للوضع الأمني غير الشرعي فيها».
وتمنى جلال الدين على الدولة «أن تقوم بمسؤوليتها في رعاية المواطنين في جوانب حياتهم المختلفة من أمن وبنى تحتية ورعاية اجتماعية وذلك من أجل رفع الظلم والغبن المزمن عن منطقة التعمير». وأشاد «بدور الجيش الوطني رمز وحدة البلاد والساهر على أمن الحدود والمحافظ على الكيان اللبناني ووحدة أرضه وشعبه»، مؤكداً موقع دار الفتوى في صيدا التي ترعى مصالح الجميع.
ونقل رئيس دائرة الأوقاف الشيخ سليم سوسان هذا الموقف الى قيادة الجيش.
بدوره رأى إمام مسجد عيسى بن مريم الشيخ حسام العيلاني أن «دار الفتوى للجميع»، مستنكراً «محاولات البعض إقحامها في الصراع الدائر والتصرف وكأن دار الفتوى ملك جهة سياسية»، منوهاً بإلغاء الاجتماع «لأننا لسنا في حاجة الى فولكلور إعلامي أو تأكيد المؤكد، وإنما في حاجة الى تنفيذ دخول الجيش، من أجل فرض الاستقرار والأمن».