إبراهيم عوض
تجمّع العلماء المسلمين يشكو لخوجة «اقتصاص» دار الفتوى من بعض أعضائه

استأثر الحديث عن مخاطر الفتنة ومحاولات البعض استخدامها لزرع الشقاق بين أبناء الطائفتين السنية والشيعية على جانب واسع من اللقاءين اللذين عقدهما السفير السعودي عبد العزيز خوجة أول من أمس مع كل من وفد تجمّع العلماء المسلمين برئاسة رئيس مجلس الأمناء الشيخ أحمد الزين، ووفد من الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية برئاسة النائب الدكتور مروان فارس.
وعلمت «الأخبار» أن وفد تجمع العلماء المسلمين استهل لقاءه بالتحذير من «الفتنة المذهبية التي اذا انطلقت شرارتها في لبنان فهي لن تتوقف عند حدوده بل ستمتد لتطال المنطقة بأسرها، وبالتالي فإن الكل سيتضرر منها لذلك يجب على الجميع العمل للحؤول دون حصولها».
وفيما نوّه الوفد باللقاء الذي جرى في الرياض بين العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ووفد من «حزب الله»، لاحظ من خلال رصده للواقع «تراجعاً في الخطاب الطائفي والشحن المذهبي من دون أن يعني ذلك انتفاءهما بحيث يبقيان جاهزين للاستعمال من جانب من يتربّص شراً بلبنان».
وذكرت مصادر في التجمع لـ«الأخبار» أنها لمست من السفير السعودي «تخوفاً من مجريات الأمور على الساحة الداخلية واستغلال الفتنة في الصراع الدائر وقد تمنّى علينا بذل ما في وسعنا لمواجهة هذا الأمر، مؤكداً أن المملكة تقوم بتحركات متواصلة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء اللبنانيين وترطيب الأجواء، موضحاً أن لا مبادرة لديها بالمعنى المتعارف عليه للكلمة».
وأفادت المصادر نفسها أنها وضعت السفير خوجة في أجواء المضايقات التي يتعرض لها بعض العلماء والمشايخ من جانب «دار الفتوى اقتصاصاً من مواقفهم التي تتعارض مع التوجهات السياسية للمفتي الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني». وذكرت في هذا الإطار أسماء عدد من الذين طاولتهم إجراءات معينة وبينهم الشيخ ماهر مزهر، والشيخ مصطفى ملص، الشيخ شريف ضاهر، الشيخ زهير جعيد، والشخ عبد الناصر الجبري.
ولفتت المصادر المذكورة إلى أن السفير السعودي الذي لم يعلّق على الموضوع بدا منزعجاً مما يسمع وقد وعد التجمع بزيارة قريبة يقوم بها الى مركزه في بيروت للاطّلاع على شؤونه وشجونه والاجتماع مع أكبر عدد ممكن من أعضائه.
هذا ولم يغب «هاجس الفتنة» عن أجواء الاجتماع الذي عقده خوجة مع وفد الأحزاب الوطنية الذي ضم الى الدكتور مروان فارس كلاً من الحاج محمد قماطي، المهندس خالد الرواس، والدكتور جان حيدر، محمد جباوي، قاسم صالح، إبراهيم عيسى، يوسف غزاوي، وصالح العريضي.
وأبلغ فارس «الأخبار» أنه مازح السفير خوجة قائلاً إن «اجتماع القيادة السعودية مع «حزب الله» أفسح المجال للقاء بكم من دون أي إشكالات»، فرد السفير مرحباً بالوفد «كفريق واحد»، مكرراً حرص المملكة على «الانفتاح على الجميع والاطلاع على وجهات نظرهم وعمل كل ما في وسعها لجمع شمل اللبنانيين من دون التدخل في شؤونهم». وأعرب خوجة عن ارتياحه للجهود التي بذلت وأدت الى تراجع «خطر الفتنة» عن لبنان، منوهاً بما قامت به قوى المعارضة على هذا الصعيد وخصوصاً «حزب الله».
وقال فارس إنه سمع من السفير السعودي تأكيد دعم المملكة للمبادرة العربية لحل الأزمة، مذكراً بما قاله وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل أخيراً إن «على كل من يتدخل في لبنان أن يكف شره عنه». وذكر فارس أن خوجة توقف عند الزيارة الأخيرة التي قام بها رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني الى السعودية مشيراً الى أن الأجواء بين طهران والرياض تدعو الى الاطمئنان.
وكان النائب فارس، قد زار السفير الإيراني محمد رضا شيباني أول من أمس، إلا أنه آثر الإعلان عن الزيارة ،أمس، في بيان أصدره مكتبه الإعلامي استغرب فيه عدم دعوة لبنان وسوريا الى حضور مؤتمر باريس ـ 3.
وقال فارس لـ«الأخبار» إن السفير الإيراني توقف أمام الحملة التي يشنها «حزب الكتائب» على «الحزب السوري القومي الاجتماعي»، مستغرباً عدم إحراز أي تقدم فيما يخص التحقيق في جريمة اغتيال الوزير الشهيد بيار الجميل.
ورأى أن هناك «حركة هجوم» من جانب فريق السلطة والأكثرية على حلفاء سوريا وإيران في لبنان. ونقل فارس عن السفير الإيراني قوله «إن المحور الإيراني السوري الذي يكثر الحديث عنه في هذه الأيام إنما هو موجّه ضد إسرائيل لا ضد لبنان»، متسائلاً عن سبب «عدم شمول جولة الرئيس فؤاد السنيورة العربية الأخيرة زيارة الى دمشق أو طهران».