دعا مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني إلى العودة إلى المؤسسات الدستورية منبهاً «إذا لم نفعل فإننا نقذف بوطننا بأيدينا إلى الفوضى».وقال قباني في رسالة لمناسبة السنة الهجرية الجديدة لعام 1428هـ، المصادف أول أيامها اليوم : «أما آن لنا أن نشفق على أنفسنا وعلى فلذات أكبادنا؟ عودة إلى الضمير تكفي. إقلاع عن التهديد بالتصعيد يكفي. إخلاء الشارع لحياة الناس اليومية يكفي. وعودة الوطن إلى مؤسساته الدستورية تكفي. إلى متى الخوف والتخويف والهلع؟ وإلى متى القلق على الحاضر والمصير والمستقبل؟ ألم ندرك بعد أن ما يحدث اليوم يفتك بجسمنا اللبناني ويتربص؟ وبمشاعر الناس يتلاعب ويتحكم؟».
ودعا إلى إعادة «البلاد إلى مؤسساتها الدستورية الأصيلة، لنعيد عملنا السياسي إلى مكانه الطبيعي في تلك المؤسسات، ولنثبت من خلالها جدارتنا في ممارسة العمل السياسي الحضاري، وليكون الوفاق هناك داخل تلك المؤسسات، ولتعود الحياة اللبنانية إلى أصالتها، في ظل دولة المؤسسات والقانون»، مشيراً إلى أن «صورة لبنان الحقيقية ليست التي نشاهدها اليوم في الشارع، بل هي في المؤسسات الدستورية العريقة، التي ارتضيناها مجالاً لعملنا السياسي، تماماً كما الوطن الذي ارتضيناه مجالاً لعيشنا المشترك، وإذا لم نفعل، فإننا نقذف بوطننا بأيدينا إلى الفوضى العامة، التي تسقط فيها مؤسسات الدولة وتنهار».
وأكد أن «مشكلاتنا كلها سياسية، ولا علاقة للدينية والطائفية والمذهبية بها، هذا ما ينبغي أن نرسخه في أذهان أبنائنا ومواطنينا، حتى لا تذهب الأيدي المدسوسة والعابثة بهم بعيداً، وتحول الخلافات السياسية إلى فتنة بينهم، لتصرف الناس عن حقيقة المشكلة السياسية إلى غيرها، وهنا تكمن المؤامرة»، منبهاً إلى أن «لبنان اليوم في خطر، أكثر من أي وقت مضى، وإن توحّد اللبنانيين اليوم، مسلمين ومسيحيين بكل أطيافهم من أجل الحفاظ على مصير وطنهم، هو الذي ينقذ لبنان وشعبه من الانهيار» ومكرراً أن «التصعيد في الشارع لا يؤدي إلى حلول، بل يزيد من تعقيد الأمور، والحل هو في الحوار والتفاهم». ودعا «اللبنانيين جميعاً إلى الصبر والوعي والتبصر، وإلى التناصح الأمين في ما بينهم، وإلى الحذر من الدسائس وعدم الأخذ بالشائعات والأوهام بينهم، ليصونوا وطنهم وأنفسهم وأبناءهم من الشرور، ويعودوا بوطنهم لبنان إلى الوئام والأمان، فهذا هو لبنان، وليدعوا الحكومة الحريصة مثلهم على نهضة البلاد، لتنفذ برنامجها المالي والاقتصادي، فهي الفرصة التي يساعدنا فيها الأشقاء والأصدقاء، وأن لا يعملوا على إفشالها».
وأكد قباني: «ونحن في هذه اللحظات المصيرية في تاريخ لبنان، كل مواقفنا الثابتة، وبخاصة إنجاز المحكمة ذات الطابع الدولي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري رحمه الله تعالى، التي ستكون منطلقاً لاستقرار لبنان»، معرباً عن ارتياحه «للمساعي العربية الخيرة التي تقوم بها الدول العربية كافة، والمهام الجليلة للدور العربي الذي يقوم به ألأمين العام لجامعة الدول العربية، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية».
(وطنية)