أجمع خطباء الجمعة على ضرورة وأد الفتن التي لا تخدم سوى المشروع الأميركي ــ الإسرائيلي، ودَعَوا إلى الحوار تحت سقف المؤسسات الدستورية، محذرين من أخذ لبنان إلى «مسالخ الأميركي».وعزا المرجع السيد محمد حسين فضل الله سبب مراوحة الأزمة اللبنانية مكانها إلى «الذهنية المغلقة التي تتميز بها السلطة ويتحرك بها بعض السياسيين الذين يدمنون الفوضى السياسية المتناغمة مع المشروع الأميركي»، بعيداً عن «دراسة الحلول الواقعية التي قد يلتقي عليها اللبنانيون».
وعن المبادرة العربية، رأى أن «ما من أحد يحرك ساكناً في إيجاد الأجواء الضاغطة على الفريق الذي ينتمي إليه، أو يخضع له، لتسهيل الحل»، مشيراً إلى أن «بعض صانعي المتاهات الضائعة للشعب وللأمة لا يزالون يصفون المشكلة بالطريقة التي لا تنفتح فيها على حل، لأنهم يتحدثون عن خطة الإصلاح من أجل مؤتمر باريس ــ3، ولا يواجهون الإصلاح لمواجهة التدمير المعيشي والاقتصادي والاجتماعي للشعب كله».
ودعا نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان اللبنانيين إلى ضرورة «الابتعاد عن إثارة الفتن والإقلاع عن الخصومة»، فـ«إسرائيل تتربص بنا وتريد ضرب لبنان وصيغته، وهي لا تفرّق بين مسلم ومسيحي أو بين شيعي وسني».
من جهته، حذّر المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان من إصرار البعض على «أخذ البلد إلى مسالخ الأميركي، وطرح ملفات لبنان على طاولة المساومات الشرق أوسطية، وتعليب الحلول على قاعدة: نحن أو لا أحد»، مؤكداً أن الاعتماد على الأميركي «رهان على مجرم غادر، لا يعرف قيمة الالتزامات إلا بمقدار صفقاته الرابحة».
وناشد مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس القيادات الدينية «حمل خرطوم الإطفاء لنار المذهبية المشتعلة في لبنان والمنطقة، لا صبّ الزيت على النار»، مؤكداً أن نظرية «لا غالب ولا مغلوب» هي التي يمكن لها «أن تحكم في لبنان. فإذا كان الغالب طرفاً لبنانياً، فإن المغلوب ليس الطرف الآخر فحسب، بل لبنان كله. وبالتالي، لن يقنع الغالب ولن يرضى المغلوب، وستستمر المحنة».
ودعا مفتي صور القاضي الشيخ محمد دالي بلطة الى «توحيد الصفوف، وتأليف القلوب، وجمع الشمل، وتوحيد الخطاب الديني والسياسي، في هذه المرحلة التي يمر بها لبنان والمنطقة العربية والإسلامية»، مؤكداً أن خيار اللبنانيين هو «الحوار والتوافق تحت سقف المؤسسات الدستورية، وما عدا ذلك هو ثمن مجاني يدفعه لبنان».
وأكد رئيس هيئة علماء جبل عامل العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن لبنان «لن يكون فريسة للأميركيين، ومحطة جديدة للفوضى الأميركية الخلاقة، وللفتنة المذهبية التي تجذب اليها المتعصبين والجهلة وتجار الحرب والسياسة».
بدوره، رأى عضو مجلس أمناء تجمع العلماء المسلمين في لبنان الشيخ مصطفى ملص أن «قوى 14 شباط تريد فصل لبنان عن أمته ومحيطه، وجعله ملحقاً بالمشروع الأميركي ــ الصهيوني»، وأن خاتمة هذا المسلسل، إذا ما كتب له النجاح، ستكون «نهاية الوطن»، داعياً اللبنانيين الى «أن يدركوا الى أين تسير بهم الحكومة الحالية والقوى الداعمة لها».
(وطنية)