طرابلس- صفوح منجد
«القشلة» و«الإنجا» و«مريات باشا» في ذمّة الله و«مقهى فهيم» الصامد الوحيد

تترقب الأوساط المحلية في طرابلس البدء بإعادة تأهيل المباني التراثية في ساحة التل الذي يشكل الشريان التجاري والوسط الحيوي لمدينة «الفيحاء».
ولقد جرى أخيراً فض العروض لمشروع إعادة تأهيل ساحة التل بمبانيها التي تعود في غالبيتها الى أواخر القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وصولاً الى أربعينيات القرن المنصرم حيث اكتمل شكل الساحة بحديقتها العامة وساعتها «التاريخية» ومبانيها العمرانيةومرد الاهتمام بساحة «التل» لكونها شكلت الميدان الحيوي لأبناء طرابلس والشمال في مختلف المناسبات الوطنية والشعبية والأهلية، وبين جدران تلك المباني وحجارة أرصفة الساحة وتحت ظلال أشجارها، وفي مقاهيها الشعبية وفنادقها ودور اللهو التي كانت تنتشر في الأحياء المجاورة، وقعت معظم الأحداث التي تؤرخ لمدينة زاخرة بالوقائع الوطنية، فمن الاعتصامات والتظاهرات ضد قوى الاستعمار والسلطات المتواطئة، الى المهرجانات الشعبية والاحتفالات الأهلية.
وسيعاد تأهيل الساحة بما تبقى من عمران ومبان، ولكن أشياء متعددة ومتنوعة كانت قائمة في الساحة خسرتها طرابلس الى الأبد. فالطرابلسيون ما زالوا يفتقدون السرايا العثمانية و«القشلة» ومسرح «الإنجا» الذي غنّت فيه يوماً «أم كلثوم» وكبار المطربين العرب، وغاب عن الساحة المصورون الأرمن، وأقفلت دور السينما والملاهي، وضاعت معالم مقهى «مريات باشا» ولم يعد صامداً سوى «مقهى فهيم». ومشروع الترميم وإعادة التأهيل تنفذه جمعية «العزم والسعادة» بالتعاون مع بلدية طرابلس، وكانت الجمعية قد استمزجت في هذا المشروع رأي وزارة الثقافة ومنظمة الأونيسكو في ما يتعلق بإعادة التأهيل ومراعاته للواقع التراثي في الساحة.
وعن التنفيذ ومشاريع الجمعية، يقول الدكتور عبد الإله ميقاتي: «إن جمعية العزم والسعادة تنفذ بالتعاون مع بلدية طرابلس منذ فترة طويلة مشاريع عدة وقد قمنا بإنشاء حيّ نموذجي في منطقة «أبي سمراء» وإعادة تأهيل منطقة قهوة موسى وحي حديقة شارع الأرز بالقبة وحي ترب الإسلام في الميناء ونعد لإقامة عدة مشاريع في الميناء وفي وسط مدينة طرابلس».
وأضاف: «إن المناقصة لهذا المشروع قد اعتمدت الإجراءات الرسمية في الإدارات العامة للتأكيد من طرفنا أن مؤسسات المجتمع المدني التي تقوم بالمشاريع إنما يجب ان يكون عملها شفافاً ويخدم مصلحة البلد».
من جهته، رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد جمالي قال: منذ أول يوم تسلّمنا فيه العمل البلدي كان الهمّ الأساسي هو تغيير واجهة طرابلس وصورتها أمام الناس، فمستقبلنا يعتمد على الخدمات والسياحة ولم يعد لها الدور السابق الذي تميزت به لجهة كونها نقطة تواصل بين لبنان وبقية دول المنطقة. ولقد تلقينا خلال عملنا دعماً استثنائياً من الرئيس نجيب ميقاتي وجمعية العزم والسعادة وأنجزنا العديد من المشاريع ونحن اليوم بصدد مشروع كبير يعد الأهم على صعيد المدينة بأكملها ويندرج في إطار خطة كاملة للمدينة لإعطائها طابعاً جمالياً خاصاً.