فاتن الحاج
أنهى أمس أساتذة التعليم الثانوي الرسمي انتخابات مكاتب الفروع لرابطتهم في المحافظات، باستثناء محافظة الجنوب التي أرجئت انتخاباتها لعدم اكتمال النصاب، فيما تتجه النتيجة إلى التزكية لمصلحة تحالف المعارضة. وكان النقابيون المستقلون وقوى المعارضة قد استحوذوا على مقاعد جبل لبنان والبقاع، فيما حازت قوى 14 آذار مقاعد الشمال بعد بيروت. ففي جبل لبنان سقط الرهان على «التشكيك» بحضور التيار الوطني الحر، وفازت «لائحة القرار النقابي» بمقاعد مكتب الفرع الذي جرت انتخاباته في ثانوية مدام عون في فرن الشباك. وتراوحت الأصوات التي حصل عليها الفائزون بين 86 و81 صوتاً فيما حصل مرشحو 14 آذار في «لائحة الاستقلال النقابي» على أصوات تتراوح بين 77 و71 صوتاً، أي بفارق 4 أصوات بين آخر الفائزين وأول الخاسرين. وقد اقترع 159 مندوباً من أصل 161.
وكان التنافس قد ظهر على أشده في أكبر فروع الرابطة وأكثرها تنوعاً، ففيما تحدثت أوساط المعارضة عن فوز للعمل النقابي ورفض التعرض لحقوق الأساتذة، لم تناقش أوساط الموالاة بديموقراطية النتائج بقدر ما ركزت على السياسة المتبعة في الكسر وإلغاء الآخر. يقول أنطوان فاضل (حزب الكتائب) في هذا الإطار، إنّ قوى 8 آذار رفضت الوفاق وتسعى إلى تحييد الآخر للإمساك بالقرار النقابي وتوجيهه باتجاه ما، مشيراً إلى أنّ المعركة سياسية وليست نقابية بحتة، كما يبدو من تحرك الثلاثاء. «أما الشعارات المرفوعة للحفاظ على المكتسبات فلا خلاف عليها بين المعلمين لأنّ القوانين تطال الجميع، وسنسعى إلى عدم إفساح المجال أمام الانعكاسات السلبية للجو المشحون مذهبياً على الواقع التربوي».
وحول الحديث عن ضغوط مارستها قوى 14 آذار على المندوبين ومدراء الثانويات، ينفي فاضل قائلاً: «لسنا من ضغط، بل الفريق الآخر هو من فعل ذلك، والدليل أنّ أستاذيْن محسوبان على 14 آذار لم يشاركا في الاقتراع، فيما شارك أحد الأساتذة من فريقهم السادسة وثلاث دقائق»، أي بعد إقفال صندوق الاقتراع.
من جهته، يرى أمين لجنة الإعلام في الهيئة الإدارية لرابطة أساتذة التعليم الثانوي خليل السيقلي (التيار الوطني الحر) «أنّ المعركة كانت نقابية بامتياز والأساتذة حددوا خياراتهم، وأسقطوا الرهان على «التشكيك» بحضور التيار ، علماً بأننا لم نكن نتمنى أن تجري الانتخابات في هذا الجو».
أما النتائج فجاءت كالآتي: جوزيف هيدموس (مستقل)، محمد العنان (مستقل)، يوسف كنعان (حزب الله)، هيام عبد الله، عبده خاطر (تيار وطني حر)، غسان أبو فاضل، طوني معلولي، جوزيف صفير (مقربون من التيار الوطني الحر)، وعلي سري الدين ( مقرب من الحزب الديموقراطي اللبناني).
في الجنوب، لم يكتمل النصاب فأرجئت الانتخابات التي كان من المقرر أن تجري أمس في ثانوية صيدا للبنين إلى موعد يحدد لاحقاً، علماً بأنّ هناك اتجاهاً للتزكية لمصلحة تحالف المعارضة، نظراً لعدم وجود لائحة منافسة من الفريق الآخر.
وأفاد مراسل «الأخبار» في زحلة فيصل طعمة بأنّ لائحة تحالف المعارضة حققت فوزاً ساحقاً في انتخابات مكتب فرع البقاع للرابطة، ضد لائحة «قوى الأكثرية». وقد جرى الاقتراع صباح أمس في مبنى دار المعلمين في كسارة (زحلة) حيث شارك 86 مندوباً من أصل 88. وبعد فرز الأصوات فازت «لائحة النقابي المستقل» بكامل أعضائها التسعة. وسجّل الفرز 31 لائحة مكتملة للنقابي المستقل، مقابل 32 لائحة مكتملة للاستقلال النقابي (تحالف 14 آذار). وحاز آخر الفائزين 46 صوتاً مقابل 40 صوتاً لأول الخاسرين النقابي إبراهيم أيوب (الحزب التقدمي الاشتراكي). أما النتائج فقد جاءت كالآتي: حسن الموسوي، مخايل حداد، حسن ناصر الدين، حسن الحاج حسن، تاج الدين الغزاوي، خليل حمية، حسن مظلوم، محمد شريف، علي الطفيلي.
ورأى الفائز حسن الموسوي أنّ الانقسام ما زال قائماً منذ تظاهرة 10 أيار الماضي، متمنياً على العناصر النقابية أن تعيد ترميم الوضع بين الأطراف كافة، والعمل على مواجهة المشاريع التي من شأنها أن تضر بالحقوق المكتسبة للأساتذة.
وتمنى وسيم شاهين (لائحة الاستقلال النقابي) التوفيق لـ«الفائزين»، وحمّلهم أمانة «مطالب النقابة والأساتذة في التعليم الثانوي» والعمل على تحقيقها.
ومن طرابلس، أفاد مراسل «الأخبار» صفوح منجّد أنّ قوى 14 آذار حصدت المقاعد التسعة في انتخابات مكتب فرع الشمال للرابطة التي جرت في ثانوية الملعب في طرابلس. وكان الفارق، بنتيجة فرز الأصوات، حوالى 26 صوتاً بين آخر الفائزين الذي نال 76 صوتاً وأول الخاسرين في لائحة المعارضة الذي حاز 50 صوتاً. يذكر أنّ لائحة المعارضة لم تكن مكتملة، بل ضمت ثمانية أسماء فقط. وقد اقترع 126 مندوباً من أصل 134. أما الفائزون فهم: أحمد عبد الفتاح، زهير سنكري، محمد الرافعي، جميل حدّاد، زياد جمال، محمد محسن، جوزيف القزي، عزيز كرم، ملوك محرز.