صيدا ــ خالد الغربي
تستذكر آمنة البزري المشهد وهي تكفكف دمعة من عينها، المتبقية سالمة، بعدما فقدت الأخرى قبل اثنين وعشرين عاماً، جراء الانفجار الذي استهدف النائب الراحل مصطفى سعد بسيارة مفخخة أمام منزله، عشية الانسحاب الإسرائيلي. تقول فيما تضع وردة على ضريحه: «أطبقت الدنيا علينا. كنت أقوم بتدريس ناتاشا (ابنة سعد التي قضت بالانفجار) وتحول كل شيء إلى جحيم مع صراخ... وين مصطفى».
أمس، أحيا التنظيم الشعبي الناصري الذكرى، بمشاركة مناصريه والقوى الحزبية الحليفة، وممثلين عن هيئات اجتماعية ونقابية واقتصادية وشعبية، فضلاً عن ممثلين للفصائل الفلسطينية، في تزهير ضريحه وضريحي ناتاشا والمهندس محمد طالب الذي قضى أيضاً في التفجير.
وتقدم المشاركين النائب أسامة سعد وعائلة الراحل ورئيس بلدية المدينة عبد الرحمن البزري ومسؤول منظمة التحرير خالد عارف. وبعد تلاوة الفاتحة ووضع أكاليل الزهر، ألقى النائب سعد كلمة توجه فيها بالشكر إلى «الأوفياء الذين يشاركون اليوم في تكريم الأخ مصطفى والشهيدين ناتاشا وطالب، وكذلك بالشكر إلى الذين ما زالوا يتمسكون بهذا الخط الوطني العروبي المقاوم الذي كافح من أجله مصطفى سعد حتى استشهاده».
وقال النائب سعد: «نجدد العهد من أجل الاستمرار على هذا الخط، متمسكين بخيار المقاومة وعروبة لبنان ووحدته ومن أجل لبنان موحد وديموقراطي غير طائفي، ومن أجل العدالة الاجتماعية».
وطالب النائب سعد السلطات اللبنانية «بكشف مرتكبي الجريمة لمعرفة الحقائق»، وقال: «بعد مرور 22 عاماً على هذه الجريمة نجدد مطالبتنا بمعرفة الجريمة التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية بالتعاون مع قوى لبنانية عسكرية وميليشياوية للكشف عن الفاعلين من أجل أن يعرف اللبنانيون الحقائق ومن أجل تصويب المسار حيث يمارس التضليل والخداع في لبنان».
ولم يفت النائب سعد في ذكرى شقيقه، توجيه التحية إلى روح الرئيس رفيق الحريري «الذي أسهم في ذلك الوقت في تأمين الانتقال للأخ مصطفى وعائلته من الجامعة الأميركية في بيروت إلى باريس ومن ثم إلى بوسطن لتلقي العلاج». وختم مؤكداً «الاستمرار على العهد، عهد الخيارات الوطنية والعربية والاجتماعية التي ناضل من أجلها معروف ومصطفى سعد عهد المقاومين والشرفاء والأحرار».
وسئل النائب سعد عما إذا كانت ستشارك مدينة صيدا، في تصعيد الاحتجاجات، فقال: «نحن مكوّن أساسي من قوى المعارضة، ونحن كنا السباقين في المعارضة منذ عام 1991 وحتى اليوم، وما زلنا نعارض هذه السياسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية»، مؤكداً أن «التحركات الاحتجاجية على سياسة فريق السلطة، ونحن جزء أساسي في المعارضة». مشيراً إلى أنه سيناقش مع قوى وطنية وفاعلة في المدينة كل الخطوات التي أعلنت ليوم الثلاثاء وسوف نتخذ القرار المناسب بهذا الشأن.
وزار عائلة الراحل العديد من المواطنين والحزبيين. «هيدي هيي الناس الطيبة» يقول صلاح... بس ليش ما إجا الرفيق علاء (النائب علاء الدين ترو) الذي اعتاد المشاركة الدائمة في المناسبة، مش حا يزعل رفاقو الجدد (في إشارة الى تحالف الاشتراكيين والقوات)، يقول أحد الحاضرين.