إبراهيم عوض
توقف مصدر سوري مطلع عند استخدام رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط الخبر الذي نُشر في بعض وسائل الإعلام الأجنبية والإسرائيلية قبل أيام عن اجتماعات سرية عقدت بين رجل الأعمال الأميركي السوري الأصل ابراهيم سليمان ومسؤولين اسرائيلين في إطار العمل على استئناف المفاوضات بين البلدين، ليشن هجوماً على الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله معتبراً انه «استخدم» من جانب سوريا من خلال مواجهة المقاومة للعدوان الإسرائيلي على لبنان لتحسين شروطها التفاوضية مع «تل أبيب».
وقال المصدر السوري المطلع لـ«الأخبار» إن السيد جنبلاط تعمّد تجاهل التكذيبين السوريين الرسميين لهذا الخبر للمضي في قلب الحقائق وتزوير الوقائع والنيل من سوريا و«حزب الله» تحديداً بعدما كشف نصر الله في مقابلته التلفزيونية الأخيرة المهمة الأميركية التي أوكلت الى جنبلاط وهي التعهد بتشويه صورة المقاومة.
وأوضح المصدر السوري نفسه أن دمشق التي تلقت معلومات مسبّقة عن احتمال نشر مثل هذا الخبر سارعت الى تكذيبه قبل صدوره عبر مصدر سوري رسمي أولاً ثم على لسان مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية نفى فيه أن تكون دمشق قد أجرت اتصالات سرية مع اسرائيل وتوصلت الى ترتيبات معها تتعلق باستئناف المفاوضات.
كما أن مديرة الإعلام الخارجي في وزارة الخارجية السورية بشرى كنفاني تحدثت الى محطتين فضائيتين عربيتين بهذا الخصوص.
هذا ونفى المصدر السوري المطلع أن تكون لزيارة أمين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني، الذي وصل الى العاصمة السورية أول من أمس أي علاقة بالمساعي التي بذلتها دمشق لعقد اجتماع بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل. كما أوضح ان لا رابط بين زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى طهران امس لتسليم الرئيس الايراني محمد أحمدي نجاد رسالة شفوية من نظيره السوري الرئيس بشار الأسد ومجيء لاريجاني، مشيراً الى ان زيارة المعلم الى ايران كانت مقررة أول من أمس، لكنها أُرجئت ليتسنى له الاجتماع مع لاريجاني ومواكبة اللقاء بين عباس ومشعل.
وأفاد المصدر أن محادثات لاريجاني مع المسؤولين السوريين تأتي في اطار التنسيق والتشاور المستمرين بين البلدين، وقد جرى التطرق خلالها الى جميع القضايا والمواضيع التي تهم الطرفين وخصوصاً الوضع في العراق وفلسطين ولبنان وآخر ما استجد على صعيد الملف النووي الايراني. وذكر المصدر أن المسؤول الإيراني اطّلع من القيادة السورية على نتائج المباحثات التي أجرتها مع الرئيس العراقي جلال طالباني والوفد المرافق له، وما سمعه منها من أفكار تراها صالحة لمعالجة الوضع المتأزم في العراق.
كما جرى عرض للجهود التي بذلتها سوريا لحل الخلافات الفلسطينية ــ الفلسطينية، وتأليف حكومة وحدة وطنية، منوهةً بمبادرة عباس للاجتماع بمشعل مذكراً بما قاله رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في حديث سابق لـ«الأخبار» عن نصحه الرئيس السنيورة بأن يحذو حذو عباس وينفتح على قوى المعارضة للعمل معاً من اجل مصلحة لبنان.
وذكر المصدر السوري المطلع ان الموضوع اللبناني بحث في سياق عرض الجانبين السوري والإيراني لمجريات الاحداث في المنطقة، وقد تطرق لاريجاني الى المساعي التي تقوم بها طهران لتهدئة الاجواء في لبنان واستعدادها للمساعدة في حل الأزمة اذا كان بإمكانها ذلك، مؤكداً ان المحادثات التي أجراها أخيراً في الرياض تناولت هذا الموضوع وجرى تبادل مقترحات وأفكار دون أن يعني ذلك الرغبة في التدخل في الشأن اللبناني، وانه جرى هناك اتفاق مع السعودية في مسألة التوجه نحو تقديم حل لهذه القضية. وفيما رفض المصدر الإدلاء بأية تفاصيل أخرى عن هذا الموضوع علمت «الأخبار» من مصدر دبلوماسي عربي في بيروت، ان لاريجاني وضع القيادة السورية في صورة مشروع التسوية الذي جرى وضع خطوطه الرئيسية في الرياض والذي يؤمل منه ايجاد مخرج مقبول من سائر الأطراف للوضع الراهن. ورأى المصدر أن صيغة المشروع المذكور تتطلب تحركاً سعودياً ــ ايرانياً مشتركاً، الا أن الانطلاق به مرتبط بتوفير شروط معينة منها التزام بعض الاطراف التعهدات حين يطلب منها ذلك. ولفت المصدر نفسه الى وجود حرص في كل من دمشق والرياض وطهران على عدم الكشف عن مضمون هذا المشروع ريثما يتم التأكد من امكان نجاحه واستشراف ملامح المرحلة المقبلة بعد الاضراب الذي دعت اليه المعارضة اللبنانية اليوم.
وتوقّف المصدر السوري نفسه عند ما ذكرته وسائل إعلام عربية عن مشاركة مبعوث الرئيس الليبي احمد قذاف الدم في المساعي التي جرت في دمشق لعقد الاجتماع بين عباس ومشعل، ورأى أنّه «تشويش على حقيقة الأمور»، مؤكداً عدم وجود أي علاقة لقذاف الدم بالاجتماع المذكور، لافتاً الى أن علاقة ليبيا بعباس ليست على ما يرام كما ان «حماس» ليست بحاجة إلى مثل هذه الواسطة لمعرفتها بالفعالية السورية في هذه المسألة من منطلق العلاقة الطيبة السائدة بين دمشق وسائر الفصائل الفلسطينية.