strong>عساف أبو رحالتشير المشاهدات الميدانية على خط التماس مع مزارع شبعا المحتلة، إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي دأبت في الآونة الأخيرة على استحداث مواقع عسكرية اضافية عند خط القمم الفاصل بين الأراضي السورية المحتلة «الجولان» ومنطقة مزارع شبعا، في خطوة تدل على إقامة خط دفاع جديد يفصل بين الجولان السوري المحتل من جهة، ومزارع شبعا وجنوب لبنان من جهة أخرى. ورأت مصادر مراقبة أن هذه الخطوة تشير الى تحوّل جديد في الحسابات العسكرية الإسرائيلية، وخصوصاً بعد ربط المواقع بمنطقة المزارع عبر شبكة طرق أنجزت غالبيتها على غرار سابقتها في مرتفعات كفرشوبا المحتلة.
وفي هذا الإطار نقلت شاحنات عسكرية عشرات المنازل الجاهزة الى موقع العاصي المستحدث شرق المزارع، حيث تتمركز دبابات وآليات عسكرية. وتأتي خطوة المواقع الجديدة عند رؤوس القمم التي هي امتداد لجبل الشيخ جنوباً، لتشكل خط دفاع جديد على تماس مباشر مع الجولان السوري المحتل بعد مرور أكثر من 35 سنة على احتلال المزارع والمرتفعات المحيطة بها. ويظهر من خلال البنى التحتية المقامة على الأسس المعتمدة في مواقع مرتفعات كفرشوبا، أن الخط المذكور مجهّز لاستيعاب القدرات العسكرية البرية إذا طرأ تغيير في الخريطة العسكرية. هذه التغييرات كان في إمكان جيش الاحتلال تنفيذها بعد احتلاله المزارع، أو في الفترة التي أعقبت حرب عام 1973 وانسحابه من قمة حرمون، التي ترتفع 2814 متراً عن سطح البحر، والتراجع جنوباً الى مواقع جديدة، لكن خريطة الحسابات العسكرية آنذاك كانت تقضي بالتوسع على حساب الأراضي اللبنانية، ولهذا الوضع العسكري لا يتطلب قيام مواقع عسكرية محصّنة ومكلفة في منطقة كانت تشكل عمقاً استراتيجياً. والمواقع الجديدة تشرف على منطقة المزارع كاملة من أقصى الشمال وصولاً إلى شمال الحولة، والى الشرق تطل على الجولان السوري المحتل.
وسط هذه المستجدات يمكن القول إن المرتفعات الواقعة شرق المزارع والتي هي امتداد لقمم حرمون، تحولت إلى مواقع عسكرية قتالية بامتياز، بعدما كانت مقصداً آمناً للمستوطنين لممارسة الرياضة الشتوية، وتضم منتجعاً سياحياً ومركزاً للتزلج تحوطها اليوم مواقع من كل جانب، ما يعني بداية تحول جديد قد يصب في خانة تغيير الخريطة العسكرية للمنطقة.
وفي هذا الإطار يقول شهود عيان: «إن مواقع الاحتلال الجديدة في مرتفعات العاصي ومعاصر الدود والزلقا ونشبة المقبلة، مربوطة بمنطقتي الحولة والجولان عبر طريق سريع جرى شقه أخيراً خارج منطقة المزارع»، ما يدل على ضرورة استخدامه لأغراض عسكرية تتعلق بالجولان من جهة والمزارع من جهة أخرى.
على أي حال تبقى مزارع شبعا في الوقت الحاضر بين فكي كماشة: مواقع الاحتلال في مرتفعات كفرشوبا الواقعة غرباً، والمواقع المستحدثة شرقاً، بانتظار مستجدات ميدانية قد تستوجب إعادة رسم خريطة عسكرية جديدة للمنطقة.