صيدا ــ خالد الغربي
حسمت المعارضة في صيدا المعركة وبدت أنها امتلكت خطة لإنجاح الإضراب في مسقط رأس رئيس الحكومة الذي كال له المعتصمون هتافات لاذعة، قضت إضافة لإقفال الطرق المؤدية إلى الوسط التجاري والاعتصام المركزي عند مدخله لامتلاك مفاتيحه، بإقامة اعتصامات طيارة ومتنقلة لإنهاك قوى الأمن الداخلي، وكذلك الاعتماد على استدراج الخصم للوقوع في ردات فعل غير مبررة، تماماً كما فعل رئيس جمعية تجار صيدا علي الشريف الذي وقع في ردات فعل لاقت الاستياء حتى من بعض المحسوبين على تيار الحريري.
والمشهد الصيداوي بدأ مبكراً مع إشارة البدء التي انطلقت قبيل السادسة، فما بدا كأنه كلمة سر لتشتعل الإطارات المطاطية في أكثر من حي وشارع والمدينة الصناعية، ثم كبرت كرة الثلج رويداً مع توافد أنصار المعارضة ولا سيما من التنظيم الشعبي الناصري والحزب الديموقراطي الشعبي إلى ساحة النجمة، حيث هتفوا ضد رئيس الحكومة. وإذ أحصي إقفال شبه تام مع خروق بلغت 15 بالمئة قبل أن تخف في السوق الرئيسي على الرغم من المحاولات الحثيثة التي بذلها قياديون في تيار المستقبل، الذين جالوا في الأسواق، وعندما لم تنجح المحاولات استعاض المستقبليون بتنظيم مسيرة مضادة انطلقت إلى ساحة النجمة التي تحولت إلى ساحتين لملاقاة المعتصمين هناك، لكن الجيش اللبناني منع إلتحامها بالمعتصمين الذين افترشوا الأرض، وبدا للحظات عمليات كر وفر وحرب أعلام وأغان، لكن ذلك لم يغير المعادلة بل على العكس أقفل من كان فاتحاً من المحال تحسباً لطارئ ما. وعند الثالثة تقريباً، فك المعتصمون من المعارضين الاعتصام وتوجهوا بشكل عفوي إلى منزل النائب أسامة سعد الذي ألقى في المحتشدين كلمة وعد فيها بأن يكون الغد يوماً آخر.
وقريباً من صيدا شهدت مستديرة القناية ــ حارة صيدا، موقعة حامية الوطيس بالنظر إلى حساسية موقعها؛ وعزل مواطنوها منطقتهم بزنار من الإطارات الملتهبة وحصل أكثر من إشكال هناك. وتردد إن إطلاق نار حصل عصراً من مجموعة لتيار المستقبل على المعتصمين. وذكر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أجرى اتصالات سريعة مع المعنيين في حارة صيدا لمنع الانجرار وعدم حصول أية ردة فعل.