جبيل ـــ جوانا عزار
استيقظت بلاد جبيل على حرق الدواليب وهتافات المتظاهرين، فمنذ ساعات الفجر الأولى نزل التيّار الوطني الحر على الأرض في جبيل وقضائها، وقام مناصروه بحرق الدواليب وإقفال الأوتوستراد الدولي بالاتّجاهين

شهدت بلاد جبيل مجموعة من الاعتصامات والتحركات، لم تمرّ جميعها على خير، إذ كان الحادث الأبرز تعرّض ثلاثة متظاهرين هم جورج حسن فرح، مارك نزيه الحويّك وسهام طعّان يونس لإطلاق نار من جانب مسلّحين هاجموهم أثناء قيامهم بحرق الدواليب على مفرق مستيتا ـــ جبيل. جورج حسن فرح(40 سنة) الذي نقل الى مستشفى سيّدة مارتين في جبيل تحدّث عن تفاصيل الحادث فقال: «كنّا نقوم بحرق الدواليب نحو السادسة صباحاً، عندما هاجمنا أشخاص تابعون لجهات حزبيّة معروفة، وبدأوا برشقنا بالحجارة، فحصلت بعض الاشتباكات الفرديّة والتلاسنات الى أن أطلق الفريق الآخر النار من مسدّس، فأُصبت إصابة مباشرة بالبطن». سهام يونس التي كانت منذ نهار الاثنين تقدّم شوكولا التيار الوطني الحرّ إلى العامّة احتفالاً ببدء التغيير والتحرّر، لم يرحمها الرصاص ونقلت الى مستشفى سيدة المعونات في جبيل، وقد تحدّث أهلها قائلين إنّها أُصيبت في الخصر، حيث خضعت لعمليّة جراحيّة وحالتها جيّدة، خاتمين «نشكر اللّه قطع الخطر».
أمّا الجريح الثالث، مارك الحويّك (17 سنة)، فأُصيب في عموده الفقري، ما يُحتّم عليه المكوث في العناية الفائقة لأسبوعين، ليتحدّد بعدئذ مصيره وخاصّة أنّه مهدّد بالشلل بسبب خطورة إصابته. هذا ويشير المسؤول في التيار الوطني الحرّ عن التحرّك في جبيل راغب أبي عقل الى أنّ التحرّك كان سلميّاً، الا أنّ المتظاهرين تعرّضوا لتهديدات عديدة واستفزازات. هذا وفي الساعة العاشرة والنصف تقريباً تظاهر عناصر من القوّات اللّبنانيّة في خطوة لفتح الطريق، وقد تحدّث باسمهم إلى «الأخبار» جيلبير سمعان، فأشار الى «أنّ قوى 14 آذار تظاهرت للتعبير بديموقراطيّة وخاصّة أنّ الطرقات يجب أن تفتح أمام الجميع وأن تترك حريّة التجوّل». وأكد سمعان «تعرّضهم لإطلاق نار من جانب الجيش اللبناني وقد أصيب موكب النائب السابق فارس سعيد، ووقعت نحو 11 إصابة خفيفة في صفوفهم».
وكان الجيش اللّبناني وقوى الأمن قد وقفوا بين الطرفين مكوّنين سلسلة بشريّة، وأطلقوا النار في الهواء لمنع عناصر القوّات من الاقتراب ولتجنّب الصدامات. وبعدما ذكر النائب السابق فارس سعيد أنّ الجيش اللبناني أطلق على موكبه الرصاص عمداً، تحدّث مصدر أمني أنّ جماعة سعيد والقوات حاولت التقدّم في اتّجاه المتظاهرين، فأطلق الجيش النار في الهواء ما أدّى الى إصابة سيّارة سعيد وضبط فيها سلاح. وأضاف المصدر نفسه أنّ المشتبه فيه بإطلاق النار على المتظاهرين الثلاثة فرّ والبحث عنه مستمرّ.