رأى الرئيس سليم الحص ان «ما يحول دون الحل هو التمسك بالكرسي والشبق للسلطة والأنانيات السياسية»، داعياً «الأطراف اللبنانيين للعودة الى لغة الحوار على رغم هيمنة القوى الخارجية على ساحتنا». وأشاد بالدور الذي قام به الجيش أول من أمس «الذي لو سار في طريق آخر لكانت الطامة الكبرى».وقال الحص في بيان أمس باسم منبر الوحدة الوطنية (القوة الثالثة): «إننا نشعر بالألم الشديد حيال ما وصل إليه بلدنا ومجتمعنا. ليست المرة الأولى لكنها من المرات القليلة التي شعرنا فيها بأن بيننا وبين الكارثة، لا بل الانهيار، خطوة»، لافتاً «الى أن المشكلة كان يجب أن تحل قبل أشهر، ولم يكن يحول دون الحل سوى التمسك بالكرسي والشبق للسلطة والأنانيات السياسية، ومن ورائها استقواء بالخارج».
وأضاف: «لقد ازددنا اقتناعاً بأن معظم من يسمون أنفسهم قادة الرأي في هذا البلد لم يعد القرار في أيديهم، إنه في يد الإدارة الأميركية في المقام الأول، واستطراداً في أيدي سائر القوى الإقليمية، والإدارة الأميركية ترى إيران في «حزب الله». هنا سر الاستعصاء في الأزمة. كيف سيكون حل للأزمة اللبنانية بإلغاء «حزب الله» وهو ما له من الوزن المتميز في الساحة اللبنانية. لو لم يكن هناك مطلب لإقامة حكومة وحدة وطنية لوجب اليوم أن يطرح هذا المطلب».
واعتبر «أننا لا نملك بعد كل الذي حصل (أول من) أمس إلا أن نرثي لحالنا ونسأل الله أن يلهم أشقاءنا العرب أن يهبّوا الى نجدتنا على أنفسنا. إننا في حاجة الى دور عربي فاعل ينشط بيننا على غرار ما كان يوم الطائف. والوصول الى الطائف يفترض وجود تفاهم عربي، ولو في حدوده الدنيا. وهذا ما نفتقده اليوم».
وأشاد الحص بالدور الذي قام به الجيش «في هذا اليوم العصيب الذي لو سار في طريق آخر لكانت الطامة الكبرى. وحسناً فعلت المعارضة إذ أوقفت الإضراب». وكرر الحص دعوته «الأطراف اللبنانيين الى العودة الى لغة الحوار على الرغم من هيمنة القوى الخارجية على ساحتنا»، وتوجه «في شكل خاص الى رئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء لإطلاق عملية وفاق داخلي يمكن أن نكتسب منها ولو الحد الأدنى من المناعة في مواجهة رياح الشر التي تعصف بنا من الخارج دولياً وإقليمياً، علماً بأننا لا نفرق بين الدور الأميركي والدور الإسرائيلي في المنطقة، ولا سيما على ساحتنا».
وختم: «ليس بين اللبنانيين من لا يدرك أن وحدة لبنان تعادل وجوده، فهو يكون واحداً أو لا يكون. ونحن على غير استعداد للتخلي عن بلدنا. ونحن من تجار الطائفية والمذهبية براء».
(وطنية)