strong>غسان سعود
إثر تدمير جسر عرقة إبان عدوان تموز الماضي، تعرّف أهالي عكار وزائروها على عرقة. وهي قرية سنيّة صغيرة تضم منازل متواضعة بُنيت من دون رخص قانونية، يعتاش أهلها على الزراعة وتربية الماشية، وغالباً ما يتجه شبّانها الى التطوع في الجيش. وحالها هذه هي حال كثير من القرى والبلدات العكارية النائية، التي يجمعها البؤس والفقر و... رفع صور رئيس الحكومة فؤاد السنيورة والنائبين سعد الحريري ووليد جنبلاط.
وربما لم تكن المعارضة تتوقع، في أجمل أحلامها، أن تلقى دعوتها الى الإضراب العام أول من أمس تجاوباً في هذه القطعة المنسية من لبنان. الا أن مفاجأة الإضراب كانت عكارية بامتياز. ويؤكد رئيس «التجمع الشعبي العكاري» النائب السابق وجيه البعريني أن استجابة المواطنين في جرود عكار وسهلها لنداء المعارضة «فاقت كل التوقعات. وحتى في المناطق البعيدة عن أماكن قطع الطرقات تخطت نسبة الإقفال 70 في المئة». ويلفت البعريني إلى بذله وبعض القيادات جهداً كبيراً في السابق للحفاظ على السلم وعدم التقاتل بين المسيحيين والمسلمين، وهو ما أمر بعض زعران المستقبل بحصوله على مفرق منيارة، ما دفعنا إلى التدخل والطلب من شبابنا مؤازرة العونيين لعدم إظهار أن ثمة انقساماً طائفياً في عكار».
في دارة البعريني، يسر أحد الشيوخ بأن معظم أبناء القضاء الأفقر في لبنان وفقاً لتقرير التنمية الاجتماعية، هم على الحياد اليوم، وينتظرون معرفة هوية الفائز في الصراع بين المعارضة والموالاة لأخذ موقف نهائي. ويشير رجل دين آخر إلى أن الحال الاقتصاديّة للمواطنين لم تعد تسمح لهم بقبول مئة دولار كل أربع سنوات مقابل تبني نهج معين.
أما التيار الوطني الحر، فيقول مناصروه إن تحركهم أثبت القدرة على المواجهة، وأكد رفضهم أن يكونوا «أهل ذمّة» سياسياً وطائفياً، ويستنكر العونيون التهديد بفصل الذين لم يحضروا إلى المدرسة الأورثوذكسيّة في عكار، وطرد المعلمة ليّا عادل من «ثانويّة التربية الوطنيّة الإسلاميّة» بعد الاعتداء عليها بالضرب. ويؤكد جيمي جبور منسق القبيات أن الصفعة الأقوى للسطة، وفريقها المسيحي خصوصاً، كانت في القبيات وعندقت وشدرا وبلدات وادي خالد حيث فاقت نسبة الإقفال 90 في المئة، على رغم «الحرب الشعواء» التي تشنّ عليهم منذ فترة طويلة ما حوّل مسيحيي المنطقة، بحسب أحد الشباب، إلى ما يشبه «أهل ذمّة».
ويأمل العونيون أن تحفّز وقفتهم أول من أمس قيادة التيار على إعادة الاعتبار إلى أبناء هذه المنطقة على الصعيدين الداخلي ـــ التنظيمي، والجماهيري ـــ الأمني.