strong>رزان يحيى
انقسام بين سنّة يساندهم سكان الطريق الجديدة، وشيعة يساندهم أهالي الضاحية الجنوبية

انتقلت خطوط التماس إلى حرم الجامعات. هنا الجامعة العربية: تباينت الروايات، والخاتمة واحدة. إشكال بدأ في الجامعة العربية قبل ظهر أمس وانتهى بانقسام الطلاب بين سنّة يساندهم سكان الطريق الجديدة، وشيعة يساندهم أهالي الضاحية الجنوبية.
الرواية الأولى تؤكّد أنّ بداية الإشكال كان أمس الأول في باحة الجامعة حين «تهجّم أحد الشباب ذات اللباس الأسود وشتم سيّدنا عمر» تقول سعاد، «كلنا يعرف من الذي يلبس أسود في عاشورا». وتضيف أن رجال الأمن الخاص بالجامعة تدخلوا وفضوا الخلاف. وتستمر رواية سعاد لتصل إلى الأمس عندما أتى «شاب من حزب الله» واصطدم «بشاب من الطريق الجديدة» فعلت الشتائم ودارت اشتباكات اقتصرت على الأيدي. عندها اتصل أمن الجامعة بقوى الأمن الداخلي والجيش طالبين من جميع الطلاب الخروج من صفوفهم إلى خارج حرم الجامعة.
الرواية الثانية تأتي من إبن الضاحية، وهو طالب في كلية الهندسة، فيقول «باختصار دخل شباب من الطريق الجديدة إلى حرم الجامعة مصرين أن الجامعة العربية لهم وأنه لا يحق للشيعة الدخول إليها. عندها، دارت اشتباكات وأتى بعض شباب الحزب للدفاع عنا ولتهدئة الوضعوأجمعت روايات أخرى على أن الإشكال طائفي بين السنة والشيعة تنفيساً عن إضراب يوم الثلاثاء والخلافات التي حصلت في المناطق المختلطة من الطائفتين. وتنتهي الروايات عند مريم، وهي طالبة تسكن إلى جانب الجامعة: «شباب حزب الله يفتعلون المشاكل، ومسؤول تيار المستقبل طلب الهدوء من الجميع لأننا طلاب متعلمون وحضاريون».
قصص أخرى لا تحصى يتداولها الطلاب وأهالي المنطقة المجاورة حول شتائم لقادة المعارضة تواجهها شتائم «لمنتهكي السلطة»، والنتيجة: طلاب أصبحوا سجناء خلف بوابات جامعتهم التي أقفلت عليهم من قبل الجيش اللبناني. وانقسمت الجامعة إلى مجموعتين بناءً على الطائفة والولاء، فأصبح حرم التجارة ــ آداب معقلاً لمؤيدي «الشيخ سعد»، وحرم كلية الهندسة زنزانة رهائن «اللباس الشرعي الأسود»، إضافة إلى شباب حزب الله. وأكثر ما أخاف الرهائن أنهم من ذوي اللباس الأسود، ما يعني أنّهم معروفو الهوية والانتماء، فخافوا الخروج من الجامعة وكانت النتيجة اعتقالاً دام ساعات.
بعد محاولات عدة، تمكّن الجيش من ضمان خروج الطلاب الذين طلب منهم الخروج «بسرعة فائقة، وبرؤوس منخفضة»، خوفاً من قناصي البنايات المجاورة.
وقد استنكرت جامعة بيروت العربية الأحداث التي جرت في محيط مبانيها نتيجة أحداث فردية بين طلابها. كما علّقت الدروس في الجامعة حتى السبت المقبل. كما أصدر تيار المستقبل في الطريق الجديدة بياناً جاء فيه «منذ مدّة، ومنطقة الطريق الجديدة تتعرض بشكل مستمر لاستفزازات واعتداءات على أبنائها وممتلكاتها من قبل مسلحين ينتمون الى أحزاب وتنظيمات معروفة... واليوم جرت هذه الاستفزازات ضد طلاب المنطقة أثناء مزاولتهم الدراسة كالمعتاد في جامعة بيروت العربية... بعدما تم استخدام مسلحين مزوّدين بمسدسات وهراوات على متن باصات خاصة من الضاحية الجنوبية وبعض أطراف العاصمة». وأكد البيان التزام نداء رئيس كتلة المستقبل النائب سعد الحريري الداعي الى ضبط النفس والهدوء وعدم الانجرار الى محاولات التخريب والفتنة.
كما أصدرت التعبئة التربوية في «حزب الله» بياناً دانت فيه مسلسل الاعتداء على المؤسسات التعليمية الذي تنقّل من جامعة الحكمة إلى الجامعة العربية حيث «استكمل مناصرو طلاب المستقبل في الجامعة العربية الاستفزازات التي كانوا بدأوها مع الطلاب في الجامعة منذ يوم الاثنين». واتهم البيان مجموعات ظهرت «من خارج الجامعة وتجمعوا عند مدخل كليتي الهندسة والتجارة وراح العشرات منهم بالتسلق من على جدران الجامعة لمهاجمة الطلاب».