ناشد رئيس الجمهورية أمس القادة السياسيين التدخل وسحب أنصارهم من الشارع حتّى تتمكّن القوى الأمنية من إجلاء المحاصرين وبسط الاستقرار. وفيما رفض الرئيس نبيه بري تحميل أي طرف مسؤولية ما جرى، دعا إلى وأد الفتنة وسلوك طريق الحوارأكّد رئيس الجمهورية إميل لحود ان القوة والفوضى لا تحلان أي خلاف، مشدداً على ان الحوار وحده ينقذ وطننا من مصير لا يرتضيه أحد. وقال لحود في نداء وجّهه مساء أمس: «في هذه اللحظات العصيبة التي تعيشها عاصمتنا الغالية، أتوجه الى جميع المعنيين بنداء حار للانسحاب من الشوارع والعودة الى منازلهم والامتناع عن أي أعمال من شأنها زيادة مآسي اللبنانيين وعذاباتهموناشد لحود القادة السياسيين التدخل وسحب أنصارهم من الشارع وتمكين القوى الأمنية من القيام بواجبها في إعادة الاستقرار والأمن الى المناطق المضطربة، وإجلاء المحاصرين في الأماكن التي تشهد مواجهات، مكرراً تأكيده «ان القوة والفوضى لا يمكن أن تحلا أي خلاف»، وان الحوار وحده «ينقذ وطننا من مصير لا يرتضيه أحد، ووحدها المشاركة الوطنية الشاملة في صنع القرار الوطني هي التي تحمي حاضر بلدنا ومستقبله».
أمّا رئيس المجلس النيابي نبيه بري فرأى أن لبنان تحوّل إلى شوارع، «وهذا ما كنت قد حذّرت منه إبّان جلسة التشاور»، مناشداً أن «نكون يداً واحدة كالبنيان المرصوص وإلا هيهات هيهات، سنبحث عن وطننا ذات يوم في مقابر التاريخ». وشدد على «إن الوفاق والتوافق والحوار هو مصيرنا»، داعياً الى العمل في سبيل الوحدة الوطنية.
جاء ذلك في بيان وجهه بري أمس وقال فيه: «إخواني من جميع الأحزاب والقوى الوطنية في لبنان ممن ينتمون الى حركة أمل وحزب الله وتيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر وتيار المردة وتيار القوات اللبنانية والجميع من دون استثناء، أذكّركم بأن لبنان تحوّل إلى شوارع وهذا ما كنت قد حذّرت منه إبّان جلسة التشاور. إني أناشدكم باسم لبنان وباسم الضمير الإنساني، هذا البلد حرام أن نضيّعه هكذا وآن لنا أن نتعلّم من دروس الماضي منذ عام 1860 وصولاً إلى عام 1975 وما جرى في لبنان».
أضاف: «أما وقد انتصرت إرادة اللبنانيين آنذاك وخرج لبنان كطائر الفينيق، فلا يجوز الآن بأي شكل من الأشكال أن نقع في هذه الفتنة، ولا ننسى قول الإمام علي عليه السلام: «كن في الفتنة كابن اللّبون لا ظهرٌ فيُركب ولا ضرعٌ فيُحلب»، إني أناشدكم بكل ما تملكون من قوة أن تخرجوا من الشوارع وأن تعودوا إلى أعمالكم لبناء هذا الوطن، وخصوصاً إلى طلابنا الأحباء في الجامعة العربية أو في غيرها، علينا جميعاً أن نكون يداً واحدة كالبنيان المرصوص وإلا هيهات هيهات، سنبحث عن وطننا ذات يوم في مقابر التاريخ وعندئذ ليس هناك من منتصر سوى العدو الإسرائيلي».
وتابع بري: «صدّقوني إن الوفاق والتوافق والحوار هو مصيرنا وليس مصيرنا أي شيء آخر، أناشدكم مرة أخرى بكل ما تملكون من قوة أن تجعلوا قوتكم في ذاتيتكم في سبيل المصالحة وفي سبيل هذه الوحدة الوطنية التي تشكل المناعة ليس فقط ضد العدو الإسرائيلي ولكن أيضاً وأيضاً في سبيل بناء لبنان، عشتم وعاش لبنان».
ورداً على سؤال حول الطرف الذي يتحمل مسؤولية الإشكال قال بري: «لا أريد الآن أن أحمّل المسؤولية لأحد وهذا ليس عملي بل عمل القوى الأمنية والقضاء اللبناني بعد ذلك، والمهم الآن وأد الفتنة».
(وطنية)