البقاع ـ عفيف دياب
نجح الجيش اللبناني مساء أمس في السيطرة على "الوضع" المتوتّر في منطقة البقاع بعد اندلاع "الاشتباكات" المتفرّقة في بيروت. فبعدما عمّ "خبر" الاشكالات بين تيار المستقبل وانصار من حزب الله وحركة امل، خلت الشوارع في منطقة البقاع من المارة، وتراجعت حركة السير بشكل كبير، في وقت اخذ انصار كلا الفريقين بالتجمع على الطرقات الرئيسية ولا سيما في منطقة البقاع الاوسط، حيث نزل انصار المستقبل الى الطريق الدولية في سعدنايل وتعلبايا وبرالياس وجديتا في محاولة لقطعها كرد فعل على ما جرى في بيروتوفور "توتر" الوضع في البقاع الاوسط نزلت وحدات من الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي ونفذوا اكبر عملية انتشار ليل امس في معظم مناطق البقاع الاوسط، إذ أقيمت الحواجز الثابتة والمتنقلة مع اخضاع كل المارة في ساحة شتورا الى تفتيش دقيق، في وقت اقامت قوى من الامن الداخلي عشرات الحواجز على طول الطرق الدولية من شتورا الى بعلبك، ومن شتورا الى الحدود السورية، حيث تم تحويل سير السيارات العابرة من شتورا الى بعلبك عبر طرق فرعية اخرى لتجنب العبور في تعلبايا وسعدنايل وزحلة تحسبا لاي تطورات ميدانية سيما وان انصار 14 اذار اقاموا سلسلة تجمعات مزودين بالعصي.
وفي مكتب حركة أمل في شتورا عقدت سلسلة اجتماعات تولت الزام انصار الحركة بعدم مغادرة منازلهم والنزول الى الشارع بناء لنداء الرئيس نبيه بري. فيما التزم انصار حزب الله الهدوء وعملت قيادات محلية في البقاع الاوسط على منع المناصرين من النزول الى شوارع بلداتهم الواقعة على طريق شتورا ـ زحلة. كما تولى قياديون في تيار المستقبل حث "الانصار" على مغادرة الساحات والشوارع تلبية لنداء النائب سعد الحريري و"الالتزام بالهدوء وعدم مغادرة المنازل".
أمّا على المستوى السياسي، فبعد «الكر والفر» يوم الثلاثاء الماضي، ارتفع صوت «الرصاص» الكلامي بين الأقطاب المحليين أمس، فشنوا هجمات بعضهم على بعض من خلال بيانات وبيانات مضادة. فقوى الرابع عشر من آذار اجتمعت في مكتب النائب نقولا فتوش، وشنوا هجوماً على سكاف فاتهموه بـ«استغباء الزحليين واللبنانيين والاستخفاف بهم»، ورأوا في بيانهم ان مدينة زحلة «خذلت سكاف». «هجمة» قوى 14 آذار في زحلة على الكتلة الشعبية سرعان ما «صُدّت» عبر بيان صدر عن المكتب الإعلامي لسكاف رد فيه على «مزاعم» من سمّاهم «حفنة الموالاة» في منطقة زحلة، واتهمهم بـ«العمل على إلغاء الحضور الزحلي التاريخي في المعادلة السياسية اللبنانية».
وفي ظل هذه الأجواء المشحونة والمتوترة، يعمل «سعاة الخير» على الحد من «حفرة» الانقسام التي تزداد اتساعاً. ويقول بعض من التقتهم «الأخبار» أمس في زحلة ان سلسلة اتصالات تجري في زحلة وخارجها مع قيادات مركزية في الموالاة والمعارضة» لتجنيب زحلة «الكأس المر»، آملين ان تنتهي المساعي بعقد اجتماع للجميع برعاية المطران أندره حداد في سيدة النجاة، الذي كثّف اتصالاته مع كل الأطراف لـ«تبريد» حماوة التلاسن السياسي.