أكد رئيس الجمهورية إميل لحود أنه لا بديل أمام القيادات السياسية، حتى لا تتكرر مآسي الماضي المؤلم، «سوى تلبية نداءات جميع المخلصين للتلاقي في حكومة وحدة وطنية تؤمن المشاركة الحقيقية»، مشيراً إلى أن ما حصل أول من أمس من صدامات كان بمثابة جرس إنذار لا يجوز تجاهله.وكان لحود قد تابع أمس تطورات الأوضاع بعد الأحداث الدامية التي شهدتها بيروت وعدد من المناطق اللبنانية أول من أمس، وتلقى سلسلة تقارير عن الإجراءات التي اتخذت لإعادة الهدوء والاستقرار إلى المناطق التي شهدت صدامات. واطلع على الخسائر البشرية والأضرار نتيجة المواجهات، موعزاً إلى الجهات المعنية بإجراء مسح شامل للأضرار المادية لدرس الإجراءات التي يمكن اتخاذها.
ورأى لحود «أن التجاوب مع التدابير التي اتخذها الجيش يقطع الطريق أمام المحاولات الهادفة إلى إغراق البلاد في حال من اللااستقرار والفوضى التي من شأنها أن تترك انعكاسات سلبية على مستوى الوطن وحضوره الإقليمي والدولي وثقة دول العالم به».وأكد أن الدعوات التي صدرت عن القيادات السياسية والروحية يجب أن تقترن بخطوات عملية، لا أن تبقى مجرد نداءات، فيما الوطن يحتاج إلى ممارسة حقيقية تجمع شمله وتحفظ وحدته وتضامن أبنائه. وقال: «إن ما شهدناه من صدامات وممارسات أعادتنا سنوات إلى الوراء وأحيت مواقف وردود فعل اعتقدنا أنها باتت وراءنا. لذلك، وحرصاً على ألا تتكرر مآسي هذا الماضي المؤلم، لا بديل أمام القيادات السياسية سوى تلبية نداءات جميع المخلصين للتلاقي في حكومة وحدة وطنية تؤمن المشاركة الحقيقية».
ورأى لحود «أن تمسك البعض داخل لبنان وخارجه بالحديث عن أكثرية وأقلية يشكل تجاهلاً متعمداً للواقع السياسي اللبناني القائم على الديموقراطية التوافقية، وهذه الصيغة الفريدة أعطت لبنان حضوراً رائداً ودوراً فاعلاً، وكل محاولة لتجاوز هذا التوافق تهدد تلك الصيغة وتفتح الباب أمام فرض صيغ معلبة، لا ترتضيها الغالبية العظمى من اللبنانيين». وناشد الجميع «التجاوب مع دعوات التلاقي والمشاركة في إدارة شؤون البلاد وتغليب المصلحة الوطنية العليا، قبل فوات الأوان» مشيراً إلى أن ما حصل بالأمس كان بمثابة جرس إنذار لا يجوز تجاهله.
(وطنية)