رأى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة أن الشارع لا يؤدي إلى أي نتيجة سوى ما حصل في اليومين الأخيرين، مكرراً أن مبادرة 19 ــ 10 ــ 1 الحكومية هي المبادرة الوحيدة التي تعتبر جدية وموجودة على الساحة.عاد السنيورة، مساء أمس إلى بيروت قادماً من باريس، وكان قد التقى قبل مغادرته العاصمة الفرنسية وزير المال الكويتي بدر الحميضي، وبحث معه في نتائج مؤتمر باريس ــ3 وسبل متابعة تنفيذ هذه النتائج. كما أجرى اتصالاً هاتفياً بالأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، واستعرض معه نتائج المؤتمر. والتقى وفداً من الجالية اللبنانية وممثلين عن قوى «14 آذار» في فرنسا في مبنى البرلمان الفرنسي.
وألقى السنيورة كلمة، رأى فيها أن مجلس النواب هو مكان الحوار والنقاش «وعندما يقفل مجلس النواب أبوابه يصبح الحوار في الشارع». ورداً على سؤال قال: «هناك فرق بين الاستكانة والضعف. العلاقة بين اللبنانيين يجب أن تكون حضارية، فيها تسامح وقبول للآخر وحوار مستمر، فإن رفع فلان يده علي أو استعمل عبارات مهينة، فلا يمكن أن أستخدم الأسلوب نفسه، عندها سنصبح سواسية.، وسنظل نحترم أنفسنا ووطننا وزملاءنا في الوطن، نحن فخورون بالمبادئ التي نتكلم وندافع عنها، وسنلجأ إلى كل الأساليب للدفاع عنها، ولن نتراجع في هذا الشأن».
ورأى أن «القرار 1701 كان إنجازاً، استطعنا أن نحقق بداية وقف العدوان وانسحاب إسرائيل وإرسال الجيش إلى الجنوب»، لافتاً إلى أنه لم يستطع أحد أن يقدم أي دليل على أن الحكومة متواطئة، «بل كله كلام بكلام لإثارة الشكوك والنعرات». وأضاف: «يتحدثون عن المشاركة، وهم لم يشاركونا في القرارات التي تتطلب مشاركة وهي مصيرية، يتحدثون بالاستئثار وهم يمسكون برئاسة الجمهورية وبرئاسة مجلس النواب، وترون كيف أن المجلس منذ أشهر معطل. اليوم، يقولون إنه ليس بالإمكان فتح دورة من دون مرسوم، ولكن أين كان ذلك حين كان مجلس النواب قادراً على العمل؟».
ورأى أن «الحكومة على مدى 18 شهراً كانت تعمل والمسدس مصوب على رأسها، ورغم ذلك هناك تغير تدريجي يحصل في هذه المناطق».
ودعا إلى «اختصار الطريق والجلوس معاً ونخرج من الشارع الذي لا يؤدي إلى أي نتيجة سوى ما حصل في اليومين الأخيرين (...) لنبحث في الحلول والهاجس، هل هي المحكمة، فحتى هذه اللحظة لم تتلق الحكومة أي ملاحظة على المحكمة سوى القول ان الجميع مع قيامها. قالوا إنهم لم يأخذوا الوقت الكافي لدراسة مشروع المحكمة ذات الطابع الدولي فأعطيناهم ما يريدون مرة أخرى ولكن لا جواب، وما زلنا حاضرين لكل جواب أو ملاحظة». وقال: «الحكومة قدمت أكثر الحلول إبداعاً بأنه في النظام الديموقراطي تحكم الأكثرية، ولكن نريد أن نشارك الأقلية ونطمئنها ونريد أن نأخذ منها القدرة على الفرض والتعطيل. وعليه، الجميع يشارك في كل القرارات الأكثرية والأقلية، بما في ذلك قرار السلم والحرب». وأضاف: «مبادرة 19 ــ 10 ــ 1 هي مبادرتي الخاصة، وتبنتها الجامعة العربية، وهي المبادرة الوحيدة الجدية والموجودة على الساحة». وأكد «أن الجيش والقوى الأمنية ستبقى متماسكة وستبقى موحدة. وعلينا الآن أن نخلق مزيداً من التماسك».
(وطنية)