منقارة يدعو إلى ابتعاد العلماء عن «صنمية الجاهلية» ويحذّر من عودة «أمراء الفتن»
كانت الإشكالات الأمنية التي شهدتها العاصمة أول من أمس محور خطب الجمعة، إلا أن المواقف تباينت بين دعوات لنبذ الفتنة وتحريم الاقتتال الداخلي، وتأكيد «الجهوز للدفاع عن بيروت في وجه المغولية الجديدة».
وأفتى المرجع السيد محمد حسين فضل الله بحرمة الاقتتال الداخلي قائلاً: «إنّ الخروج من دائرة الخلاف السياسي إلى التقاتل الأمني من أعظم المحرّمات»، مطالباً السياسيين «بأن يتحدّثوا بكلمات الوحدة والدعوة إلى الحوار أو يكفّوا عن الكلام». وانتقد «علماء الدين الذين فسدوا وأصبحوا تابعين للسياسيين وللقوى الخارجية التي تكيد للإسلام»، مشيراً إلى «أن أميركا تمثل الشر والخراب والفوضى».
وحمل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان على «خطب الجمعة المشحونة بالإثارات والنعرات»، مشدداً على «أن علينا كرجال دين أن نتصدى للمشاحنات التي تحول المجتمع ساحة للمندسين الذين يثيرون الحساسيات». وأكد «أن ما جرى (أول من) أمس ليس له مبرر على الإطلاق». وشدد على «أن بيروت ليست محاصرة ولا يمكن أن تكون محمية لأمراء الحرب، فهي عاصمة لكل اللبنانيين. ولبيروت أصحابها ونحن من أصحابها ولنا فيها ما ليس لغيرنا ونحترم أهلها، وبيروت ليست محسوبة على ميليشيا أو طرف فهي للجميع ونرفض خصخصتها».
ودعا رئيس مجلس قيادة «حركة التوحيد الإسلامي» وعضو «جبهة العمل الإسلامي» الشيخ هاشم منقارة «اللبنانيين والمسلمين خصوصاً إلى رص الصفوف في مواجهة المخاطر والفتن التي يتعرض لها لبنان والمنطقة وبذل كل المساعي لوأد الفتنة المذهبية والطائفية التي يشعل فتيلها بعض الفتاوى الصادرة عن بعض العلماء التي تؤدي إلى حقن العوام بالمشاعر المذهبية». وحذر من «عودة أمراء الفتن الذين غابوا سنوات، وذلك بتحريك أزلامهم وأحقادهم لإرساء معالم الفتن المذهبية والطائفية»، مطالباً العلماء بـ «الابتعاد عن المناصب والشخصانية وصنمية الجاهلية».
ورأى مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس «أن بيروت هي قلب لبنان النابض والهجوم عليها هجوم على الشرعية والدولة التي لا يمكننا أن نتركها للرعاع وقطاع الطرق وحقل تجارب لمشاريع انتحارية مجنونة». أضاف: «أهل بيروت هم الذين حفظوا ظهر المقاومة في كل مراحل العدوان الإسرائيلي الغاشم، خصوصاً بعد مغامرة 12 تموز المجيدة، فهل تكافأ بالتخوين والحرق والدخان؟».
ودعا مفتي عكار الشيخ أسامة الرفاعي إلى «مواجهة قوى الظلام وعدم الوهن»، مؤكداً «الجهوز للدفاع عن بيروت في وجه المغولية الجديدة التي تهدف إلى ضرب الاستقرار وإسقاط الحكومة وإلغاء مؤتمر باريس ــ3»، مشدداً على أن «الحكومة باقية وباريس ــ3 آت والمحكمة الدولية آتية».
(الأخبار، وطنية)