strong>نصر الله لا يريد الحرب لكن إذا استمر تحرك المعارضة فسنصل إليها
أكد رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية» سمير جعجع أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لا يريد الحرب الاهلية، لكنه حذّر من اشتعال الحرب إذا استمرت المعارضة في تحركها وقال: «بيروت ليست حيفا، وجبل لبنان ليس جبل الكرمل. ومن رابع المستحيلات أن يصل أحد في لبنان بالقوة».
مشيراً الى انه لم يكن في حوزة عناصر القوات الذين نزلوا الى الشارع الثلاثاء الماضي سلاح، معتبراً أنه لولا هؤلاء لكانت قوى 8 آذار انتصرت.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده في بزمّار أمس، تناول فيه الاحداث الاخيرة وقال: «ان ما حصل في اليومين الماضيين هو أن بعض الأحزاب والقوى تحاول إسقاط الحكومة الحالية والنظام بالقوة. طبعاً يقولون إن تحركنا ديموقراطي، لكن ما حصل نهار الثلاثاء وقبله من وقائع، يشير إلى أن تحركهم غير ديموقراطي وأن هناك نية في نهاية المطاف لإسقاط الوضع بالضربة القاضية، بالقوة وبشكل واضح».
ورأى جعجع أن تحرك المعارضة «غير ديموقراطي وخارج القانون» مستعرضاً موادّ في قانون العقوبات في هذا الصدد، وقال: «هل كان في لبنان أحد يتصوّر حادثة في جامعة تؤدي إلى ذلك لولا التشنج الكبير الحاصل وما يقوم به فريق من اللبنانيين من تهديد ويضعه على فريق آخر». وقال: «إذا كان هناك جمهور للمعارضة فللحكومة جماهيرها».
وتناول جعجع ما أثاره رئيس التيار الوطني الحر العماد ميشال عون عن نزول مجموعات مسلحة إلى الشارع يوم الاضراب متمنياً عليه أن يصرّح بعد أن اعترض «جند الشام» الجيش ودخوله التعمير وأطلقوا عليه الرصاص، هذه لا يراها عون» مؤكداً أن القوات اللبنانية نزلت من دون سلاح.
ورأى أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لا نية لديه للوصول إلى حرب أهلية في لبنان، معتبراً أن بعض حلفاء نصر الله يريدون ذلك.
وإذ رأى جعجع أن الوضع سيتجه إلى حرب أهلية، توجه الى نصر الله قائلاً: «تحرككم سيصل إلى الشهرين واستعملتم فيه كل الوسائل السياسية والديموقراطية الممكنة لغاية الثلاثاء، والواضح أن فؤاد السنيورة لن يذهب بالضغط ولن تلعبوا بأعصابه وأعصاب الوزراء الآخرين، ولا أي من القادة ورؤساء الكتل النيابية وتغيروا الواقع، إذا أكملتم ضمن الأطر الديموقراطية لن تصلوا، وإذا جربتم غيرها أبعد من الأطر الديموقراطية مثل الثلاثاء، فسنصل إلى حرب أهلية ولن تصلوا إلى أي مكان، إلا مزيداً من تضييع الوقت والخراب والدخان».
واقترح جعجع على نصر الله «إيقاف التحرك والعودة الى أساليب التصرف الديموقراطية» مشيراً الى أن «هناك أصولاً ومهلاً وانتخابات نيابية كل أربع سنوات، وكل ست سنوات انتخابات رئاسية(...) ولن نسمح بالانقلاب في لبنان».
وقال: «للتذكير بيروت ليست حيفا، وجبل لبنان ليس جبل الكرمل. من رابع المستحيلات أن يصل أحد في لبنان بالقوة. فلنعد الى الحوار ولنتحدث بالأمور.
تريدون تغيير الحكومة، نريد تغيير رئيس الجمهورية. تريدون انتخابات نيابية مبكرة، حقكم أن تطرحوها، لكن من حقنا طرح انتخابات رئاسية مبكرة. ما تريدونه حقكم لكن حقنا أن نقبل أو لا نقبل. ليس من المنطق فرض شروطكم تحت ضغط تخريب البلد (...)، فلنجلس ليس لإعطائكم مطالبكم، نجلس لنتفق، قد لا نتفق. إذاً ننتظر لتنتهي المهل الدستورية».
وأضاف: «في مثل هذا الوقت بالتحديد، يتذكر اللبنانيون كيف بدأنا بحملة شعارها «فلّ» ليسقط رئيس الجمهورية، وجدنا أنه لم يسقط وكان أمامنا الكثير من الخيارات، سلّمنا أمرنا لله وننتظر الآن المهل الدستورية التي تحاولون سرقتها منّا».
وانتقل الى العماد عون «صديقي العزيز، من قبيل 6 و6 مكرر لا أكثر ولا أقل» موضحاً سبب نزول القوات اللبنانية يوم الثلاثاء الماضي الى الشارع بأن تحرك المعارضة في المناطق الشرقية كان الاكبر «وهو يأتي في إطار الصراع الكبير الذي يدور بين تيارين كبيرين منذ ربيع 2005 وحتى الساعة، ولولا تدخل القوات لكان انتصر فريق من هذين التجمعين ـــ الخطين 14 آذار و8 آذار. كانت انتصرت 8 آذار على 14 آذار، مع كل ما يعنيه هذا الانتصار من تداعيات على الساحة المحلية والإقليمية. وتؤكد قولي هذه الواقعة التي جرّب السيد حسن والجنرال إنكارها. سوف أقرأ لكم جملة وردت في تقرير داخلي في نشرة داخلية يصدرها «حزب الله» اسمها «الموقف اليوم»، لمن يريدها: هي لأصحاب القرار السياسي وفي ضوئها يعرف أصحاب القرار كيف يتخذون قراراتهم: جاء في الفقرة 7 ما يأتي: أحداث الثلاثاء: لماذا نزلت القوات إلى الشارع؟ تلقّى التيار الوطني الحر وتيار المردة إصابات بالغة من جراء النهار الطويل (الثلاثاء) وما رافقه من إنهاك، إلى آخره، وبات وضع الشارع المسيحي نتيجة ذلك بحاجة إلى فسحة للتنفس تعطي المجال لالتقاط الأنفاس وإعادة تنظيم الصفوف».
ورأى جعجع أن الامر الغريب هو «ان تكون القوات هي المسلحة والقتيل الوحيد الذي سقط في المناطق المسيحية هو من القوات اضافة الى 26 جريحاً، بينما سقط من التيار الوطني الحر 7 جرحى. مؤكداً أن «القوات ليس لديها مجموعات مسلحة ولم تتحرك ولن تتحرك بشكل مسلح، ولن نعود للماضي، وما صدّقنا انّا انتهينا منه. وإذا كان هناك فريق يطالب بالدولة وبجمع السلاح فلا يوجد اكثر منا شراسة في ذلك».
وقال: «لم يسجل اي حادث مسلح في نهر الكلب، الحادث المسلح الاساسي في البترون سجل على حاجز المردة وسقط فيه شهيد (رياض أبي خطار). في ما يتعلق بحادث مستيتا، المصابون حسب تقرير لقوى الامن الداخلي من التيار الوطني والقوات».
ودعا جعجع العماد عون الى الهدنة الإعلامية السابقة: «لا نهاجمه ولا يهاجمنا، لا وقت لدينا للالتهاء به». مذكراً اياه «بنوع من التفاهم حيث التقى موفد من عنده موفداً من عندي منذ شهرين. اتفقنا على تحييد جبل لبنان لأنه قلنا وقتها اذا صار تحرك في الضاحية هناك فريق واحد. طرابلس فريق واحد. لكن في جبل لبنان هناك تعددية حزبية تفاهمنا على تركها خارج التحركات».