في مؤتمره الصحافي، رد الدكتور سمير جعجع على اتهام العماد ميشال عون «القوات اللبنانية» بنشر مسلحين في شرق بيروت يوم الاعتصام الثلاثاء الماضي بالقول حرفياً ان عون «ارتكز على صورة من جريدة الاخبار في معطياته. جريدة الاخبار كلنا نعرف انها الجريدة التي تعمل لمصلحة المخابرات السورية في لبنان وما آسف له اكثر واكثر أن الجنرال عون، اكثر شخص في لبنان يعرف طريقة شغل عمل المخابرات السورية وطريقة تلقيمهم الصحف ومصادرهم الاعلامية في الاخبار وطريقة تشويهم للوقائع، طريقة دسهم بشكل كبير، (ثم) يستند عليهم ويأخذهم كمصدر المخابرات السورية ليقول ان القوات اللبنانية كانت مسلحة في الشارع يوم الثلثاء الاسود. ارتكز على هذا الخبر وعلى صورة اخذناها وكبرناها .صورة في جريدة الاخبار، هذه الصورة لمسلح كبرناها وكتبوا تحتها في جريدة الاخبار: رجل أمن من القوات اللبنانية في محيط نهر الكلب، انا اسأل ايا من الصحافيين الموجودين هنا: فيلقل لي كيف عرف انه رجل أمن وللقوات اللبنانية يوم الثلثاء، وفي محيط نهر الكلب في الوقت الذي كانت فيه أكثر التلفزيونات تنقل (تبث من) نهر الكلب. لا قوى الامن ولا مواطنين ولا اعلاميين ولا تلفزيونات رأوا اي مسلح. فليقل لي احد الى ماذا ارتكزت جريدة الاخبار ونقل عنها الجنرال عون ليقول انهم القوات اللبنانية. على ماذا ارتكزوا؟ ارتكزوا على الدس الذي قامت به المخابرات السورية. الجنرال عون اكثر شخص ضليع بطريقة عملهم، (لكنه) للأسف يأخذ منهم اخباراً ليسوقها بحق القوات اللبنانية».



... ورد

1 ـــ الصورة التي يشير إليها جعجع جزء من مجموعة ذات أرقام تسلسليّة وقد التقطها أحد مصوّري «الأخبار» وكان برفقة زميل محرّر.
2 ـــ ما نُشر هو جزء منها فقط. أما الصورة كاملة فتحمل معطيات تؤكد أن الصورة التقطت يوم الإضراب، الثلاثاء 23 ك2.
3 ـــ لا جدال في أن موقع التقاط الصورة هو في منطقة نهر الكلب وذلك بدليل شمولها على لافتات تشير إلى اسم مكان محدّد في تلك البقعة.
4 ـــ الشاب المنشورة صورته كان بثياب مدنيّة عليها كتابات، وببنطال عسكري.
5 ـــ يؤكد شهود عيان أنه كان موجوداً بالقرب من المجموعات القواتية المندفعة إلى كسر الاعتصام.
6 ـــ لحظة اتخاذ الصورة كانت «القوات» قد نجحت في دفع عناصر «التيار الوطني الحر» إلى الوراء.
7 ـــ كانت قوة أمنية موجودة في المحيط القريب. جنود الجيش كانوا بلباسهم وأفراد الشرطة العسكرية كانوا مميّزين. وحتى الأعضاء في أمن الدولة فإنهم كانوا يضعون إشارة فوق ثيابهم المدنيّة تشير إلى المؤسسة التي ينتمون إليها.
أما أن أحداً لم ير مسلحين فأمر نتركه إلى القرّاء الذين أتخموا في الأيام الماضية بصور المدنيين المسلحين المنتمين إلى أحزاب داعمة للسلطة.
تبقى إشارة جعجع إلى «الأخبار» بصفتها «الجريدة التي تعمل لمصلحة المخابرات السورية». الكلام جزء من حملة تتعرّض لها «الأخبار» لأنها خارجة عن سيطرة السلطة وأحزابها وتحاول أن تمثّل رأياً حرّاً، كان يمكن لهذه التهمة أن تكون خطيرة لولا أنها خفيفة ومرسلة وهي، بالمناسبة، تختلف عن مطالعة أقدم عليها جعجع تحمل قدراً من التماسك ولو أن المرء يمكنه أن يساجل ضدها نقطة بنقطة.
إذا كانت الصدقيّة في نفي جعجع انتماء المسلح إلى «القوات» هي بمستوى صدقيته عندما يصنّف «الأخبار» بأنها «تعمل لمصلحة المخابرات السورية» فإنه يكون وفّر علينا واجب الاعتذار عن خطأ مهني. يفترض أن نقول له إننا كنّا على استعداد للاعتراف بتجاوز، إلا أن ذلك لا يجوز له أن يكون شجرة تحجب غابة السلوك العنفي لـ«القوات» وهو سلوك يجافي تماماً فكرة الاحتكام إلى الدولة ومؤسساتها.