أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن ما حصل يوم الخميس الماضي في الطريق الجديدة كان كميناً مدبّراً من الفريق الحاكم مؤكداً «أننا لن ننتقم لشهدائنا من هؤلاء بل من أسيادهم» وشدد على أن المعارضة «لن تستسلم ولن تذهب الى الفتنة».وتناول نصر الله في كلمة ألقاها مساء أمس في مجلس عاشورائي وصف الرئيس الأميركي جورج بوش حزب الله بأنه إرهابي وتهديداته، فأشار إلى أن وصف حزب الله بالإرهابي ليس جديداً إذ إنه مدرج على لائحة الإرهاب منذ زمن بعيد، لكنه استغرب الصمت لدى المسؤولين اللبنانيين على تهديدات بوش «وكأن حزب الله وأنصاره غير لبنانيين»، وقال: «لا نطلب من أحد أن يدافع عنّا، وإذا اعتدت علينا الولايات المتحدة فسندافع عن أنفسنا ودمائنا وكراماتنا، ولا يتصوّر بوش أو أي أحد أن بإمكانه إعلان الحرب علينا ونسلّمه رقابنا للذبح».
وأوضح نصر الله أن «جريمتنا هي أننا قاتلنا الصهاينة وألحقنا بهم الهزيمة، وأننا لا نخضع للولايات المتحدة الأميركية، وأننا نقف إلى جانب الشعب الفلسطيني».
وتناول حرب تموز وأسبابها مشيراً إلى «أن رئيس الأركان الإسرائيلي السابق دان حالوتس ذكر في التقرير الذي قدمه إلى لجنة التحقيق الإسرائيلية أن قيادة الجيش لم توص بشن حرب على لبنان بسبب الأسيرين وإنما مسؤولية شن الحرب تقع على رئيس الوزراء إيهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس». وأوضح نصر الله: «الأميركان هم الذين طلبوا الحرب ولم تكن من أجل أسيرين، إذ في كل التاريخ لم تشنّ حرب من أجل أسيرين».
وتطرق إلى الشؤون الداخلية مشيراً إلى «أننا نقوم بواجبنا الوطني والأخلاقي والإنساني بالمطالبة بالإصلاح، لأن الحكومة تفسد وتظلم وتستأثر وتسرق وتركّب على الشعب الديون»، لافتاً إلى أنه في «السنوات الماضية كان عملنا يتركز على مسألة المقاومة، وما زال، إلا أن القوى السياسية التي تهاجمنا اليوم كانت تلح علينا للمشاركة في الحياة السياسية، فشاركنا، ولكن كان عملنا بأخلاق وصدق المقاومة، لكن هذا الأمر لا يفيد على ما يظهر».
وأشار نصر الله إلى وجود «الفساد والمديونية وانسداد الآفاق في كل المجالات»، لافتاً إلى «أن الشعارات لا تهم بل نرى السلوك» وأكد «أننا لا نريد إحداث انقلاب وقلب النظام وإسقاط الطائف وضرب الدستور وإعادة النظر بالحصص الطائفية، بل طالبنا بالمشاركة لنخرج من مشاكل البلد، ولكن لم يصغوا، لأن المشاركة ستقطع الطريق على ما يفعل في لبنان وما يدبر فيه».
أضاف: «قلنا إننا سنكمل تحركنا سلمياً ووضعنا خطاً أحمر هو الاقتتال الداخلي والحرب الأهلية»، مذكّراً بأنه ذكر سابقاً أن الفريق المسيطر سيجد نفسه متمترساً وراء الطائفة السنية، لأن أقطاباً في هذا الفريق مشروعهم الفتنة من أجل خدمة إسرائيل.
ووصف ما جرى يوم الخميس الماضي بأنه «كمين قد دبّر لنا، واختيرت منطقة الطريق الجديدة لأن فيها سنّة وشيعة، لجرنا إلى القتال»، لافتاً إلى أن الذين خططوا للأحداث «كانوا يعلمون أنه سوف تحصل ردة فعل عنيفة جداً من السكان المقيمين في الطريق الجديدة وسيضطر حزب الله وحركة أمل إلى رد الفعل»، مطالباً بإجراء تحقيق بالحادث والإتيان بالمسؤولين عنه لإعدامهم لأنه كان يمكن أن تنفجر الفتنة. وأكد أن دور الجيش والقوى الأمنية كان كبيراً في تهدئة الأوضاع، موضحاً أن قيادتي أمل وحزب الله تدخلتا بقوة لوقف الفتنة.
وإذ اعتبر نصر الله الشهداء الذين سقطوا شهداء المقاومة «وإن كان بعضهم أو كلهم لا ينتمون إلى حزب الله وحركة أمل»، نبّه «عوائل الشهداء وأنصار المقاومة إلى أن مصلحة لبنان تقضي بأن لا نتورّط بردات فعل»، مشدداً على «ضرورة ضبط النفس، وهذا لا يعني أن القتَلَة سيسامحون، فهناك أجهزة الدولة وهناك القضاء، وسنلاحقهم بالمعلومات وبالمطالبة بتحديد المسؤوليات، لأننا نريد أن نحافظ على البلد والوفاء للمقاومة وسلاحها»، موضحاً أن «القضية أكبر بكثير من قتل هؤلاء الشباب،إذ إن الهدف هو جر المقاومة إلى تقاتل داخلي في إطار الحرب المعلنة على المقاومة»، وحذر من أن الكل سيكون خاسراً في الحرب الأهلية ما عدا إسرائيل التي ستكون الرابح الوحيد.
وأكد أن في الفريق الحاكم قيادات باتت مكشوفة وتريد أن تقع الفتنة وتعمل ليلاً ونهاراً من أجلها، لذلك جرى الرد على إضراب يوم الثلاثاء.
ورد نصر الله على النائب وليد جنبلاط من دون أن يسمّيه، مشيراً إلى أن الأخير سئل في مقابلة مع إحدى الفضائيات العربية بعد دعوة نصر الله للناس للخروج من الشارع يوم الخميس، عن أن المعارضة تفتح باب الحوار، فأجاب جنبلاط «لا توجد معارضة بل هناك حسن نصر الله»".
وقال نصر الله «هذا كذب، وكلامه لتضليل الرأي العام اللبناني والعربي، وهو أبعد من تشويه سمعة المعارضة، فعندما يتم إنكار وجود سنّة ودروز ومسيحيون فيها، والتركيز على حسن نصر الله، فذلك يهدف إلى القول إن المعارضة شيعية وتستهدف الحكومة السنية للتحريض على إحداث فتنة سنية شيعية».
ونبّه نصر الله إلى أن هذا الأمر لن يحصل، وقال «ثأرنا لن يكون من هؤلاء العبيد والأدوات بل من ساداتهم، وهكذا نبقى في معركة الأمة. لن نذهب إلى الفتنة ولن نستسلم، لن نترك لكم أن تظلموا وتفسدوا وتغيروا هوية هذا البلد. لكننا أيضاً في الوقت الذي لن نستسلم لن نذهب إلى فتنة مذهبية ولا إلى حرب أهلية ولن نشهر سلاحنا في وجه أحد.