حذّر «حزب الله» من أي تجمع أو اعتصام قريب من اعتصام المعارضة الوطنية في وسط بيروت «لأنه سيأخذ البلد الى تقاتل داخلي»، معتبراً ذلك «جريمة يتحمل مسؤوليتها من يدعو او يشارك في تجمع كهذا». وطالب «فريق السلطة» بأن يحدد موقفه من التصريحات التي اطلقها الاميركيون بأنهم سيلاحقون ويتعرضون باغتيالات لمسؤولين من «حزب الله».وقال رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد في احتفال تأبيني في بلدة عيتا الجبل: «توجد شوارع كثيرة في البلد للتظاهر، لكن التجمع او التظاهر في أمكنة قريبة من الاعتصام القائم في وسط بيروت هو اشعال للفتنة وللتقاتل الداخلي»، محذراً من «ان يفكر أحد في مثل هذه الخيارات»، ومؤكداً اصرار قوى المعارضة على «استمرار الاعتصام ومواصلة تحركها التصعيدي السلمي».
ورأى رعد ان الأميركيين «هم الذين يدفعون فريق السلطة للانقلاب على كل النصوص الدستورية والمواثيق ويدفعونهم للمكابرة». وطالب السلطة بتحديد موقف «بعد ما ورد من معطيات صريحة بأن الاميركيين سيلاحقون ويتعرضون بالاغتيالات لمسؤولين وقياديين وشخصيات ومجموعات من حزب الله في عمليات أمنية».
وأكد رعد في مجلس عاشورائي أن أي محاولة لاستدراج المقاومة الى استخدام السلاح في الداخل «خط أحمر»، وأن المقاومة «أخذت على عاتقها أن تتصرف بأقصى درجات ضبط النفس، حتى تقطع الطريق على مشروع استدراجها الى استخدام السلاح في الداخل»، منبّهاً من حتمية معاودة المحاولات.
ورأى أن عقد جلسة لمجلس النواب برئاسة نائب رئيس المجلس سيكون «حماقة كبرى لا غفران لها، وإجهازاً كاملاً على المؤسسات الدستورية». ورأى أن الصراع هو بين «مشروع وطني نلتزمه لتحقيق الحرية والاستقلال والسيادة على قرارنا الوطني»، و«مشروع آخر يتماهى مع الظلم الاستكباري العالمي، ليفرض تحولاً على لبنان بنقله من ضفة الممانعة الى ضفة التبعية والقبول بالوصايات الأجنبية عليه»، مؤكداً أن الفريق الحاكم «متورّط في خدمة المشروع الأميركي الذي يريد إنهاء قضية فلسطين لحساب الإسرائيلي».
بدوره، أكد نائب الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، أن هروب المعارضة من الفتنة هو «نقطة قوة بالنسبة إليها»، مشيراً الى أن من يبحث عنها هو «الضعيف الذي لا يملك قوة الإقناع، ولا يملك مشروعية القرار والشعبية الكافية، ويخاف على موقعه من السقوط».
ولفت قاسم، في كلمة ألقاها في مجلس عاشورائي، الى أن المعركة في لبنان «ليست معركة معارضة وطنية مع موالاة»، بل هي معركة مع «كل الحشد الدولي الذي لا يريد للبنان أن يستقر»، مؤكداً أن ما يحصل في لبنان هو «محاولة التشفي الأميركي من نصر المقاومة على اسرائيل».
وأكد أن المعارضة «ستواجه شعارات الفتنة بشعارات الوحدة والتعاون والصلاح»، وهروبها من الفتنة «لن يكون هروب من يُدير خده لتنكسر الفتنة على رأسه، بل سنصبر بحزم وسنكون حكماء وسنختار الطرق المناسبة التي تفضح فتنتهم وتُسقطها وتوقفها عند حدّها بالطرق المناسبة»، مضيفاً: «تعلمنا أن نكون أعزة، سندفع ثمن عزتنا مهما كلّفتنا، ولن نقبل أن يكون لبنان منخفض الرأس ولا أداة بيد أميركا وإسرائيل».
وأكد مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق ان الحزب «لن يتجاوز الخط الاحمر»، لكنه شدد على أن «دم الشباب ليس رخيصاً، ولن نسمح بأن يمعنوا في سفك دمائنا». ورأى في احتفال تأبيني أن المعارضة «استطاعت ان تحقق نجاحاً وطنياً كبيراً بامتياز في الاضراب العام الذي شهده لبنان من اقصاه الى اقصاه، وهذا النجاح اربكهم وحاصرهم فكان القرار بالرد». وأضاف «البعض، نتيجة شعورهم بالافلاس وبالخوف من الانهيار التام في فريق 14 شباط، حملوا السلاح ونزلوا الى الشارع واتضحت صورتهم الحقيقية، واستعاد من لا يزال يعيش على متراس عين الرمانة صورته الحقيقية، وأن السجن لم يغيره بشيء، وهو الذي حاول أن يجمّل صورته بعد السجن وحاول أن يقدم نفسه قديساً لكنه ما زال يعيش عقلية ميليشياوية. والذي حصل في الطريق الجديدة هو نتيجة الخطيئة الوطنية التي عفت عن مجرم حكم في القضاء اللبناني بأنه قاتل». وأضاف: «لا بد من تحذير اهلنا في بيروت من نيات القناص الاول الذي عرف بأنه يقنص المبادرات، وهو الذي يغدر بالحلفاء، فاحذروا منه لأنه طالما سعى الى إشعال الفتن بين السنة والشيعة (...) احذروا من امتهن الغدر، لأن من غدَر بك غرّر بك، واحذروا من اذا وعد اخلف ومن اذا تحالف غدر ومن اذا خاصم فجر».
(الأخبار)