البقاع الغربي ــ أسامة القادري
شيعت بلدة المرج في البقاع الغربي الشاب الجامعي محمد نجاح غازي الذي سقط خلال أحداث الجامعة العربية في بيروت الخميس الماضي وسط خلافات سياسية حول «الهوية» السياسية للشاب الضحية وانتماءات عائلته التي تبدأ بحزب البعث وتنتهي بالحزب السوري القومي الاجتماعي وتبني تيار المستقبل له.
فوسط أجواء من الحزن والغضب والرصاص الكثيف، شيع الشاب غازي (23 عاماً) بحضور قياديين من تيار المستقبل وحزب البعث والحزب القومي، حيث برزت الخلافات السياسية والاتهامات المتبادلة بين بعض القوى في البلدة والبقاع. فتيار المستقبل الذي حضر التشييع بكل قوته من خلال إيفاد النائب سعد الحريري عضو كتلته النائب جمال الجراح (ابن بلدة المرج) لتمثيله في مراسم التشييع، ورئيس شباب المستقبل نادر النقيب، إلى قيادات سياسية ودينية تقدمها مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس الذي حمل في كلمته وضع دماء غازي في «رقبة» الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، إضافة إلى المسؤول في حزب البعث المحامي معين غازي (عم الضحية) الذي ألقى كلمة طالب فيها بفتح تحقيق «حقيقي» بظروف وملابسات مقتل ابن شقيقه.
وقالت قيادات سياسية ــ حزبية في المرج لـ«الأخبار» إن أسرة الضحية محمد غازي لم يعرف عنها قربها من تيار المستقبل «بل هي أقرب إلى حزبَي البعث والقومي، حيث معظم أفراد العائلة أعضاء في الحزبين».
وكانت عملية تشييع غازي قد رافقها إطلاق رصاص كثيف في الهواء، وكلمات سياسية لا تخلو أيضاً من «الرصاص» التحريضي. وبرزت كلمة المفتي الميس الذي قال: «باسم هذه الوجوه يا سيد حسن (السيد حسن نصر الله) التي تقول لك إن دم محمد غازي في رقبتك». وأضاف: «نقول لهؤلاء اتقوا الله جميعاً، ونقول ربما للمرة المئة أمامكم أرواح هؤلاء الشهداء برقبة من؟ الجواب موجود عند من يتحمل دماء هؤلاء الشباب وأمن هذا الوطن».
ورأى أن «القتل ثم القتل والقتل هو ليحجب القتل الأكبر، قتل الشهيد رفيق الحريري». وتابع الميس: «نحن الآن نحتفي أو تحتفي بعض الطوائف الكريمة بذكرى شهيد مضى مظلوماً، هو الحسين، والحسين حسيننا وليس حسين فئة أو طائفة لأنه هكذا ابن بنت الرسول العربي، العربي وليس الفارسي(...) ومن أراد أن يتلمس العزة وأن يكبر، يكبر بالعربي ولا يتكبر على العربي».
وتحدث أيضاً نادر النقيب باسم شباب المستقبل وتوجه بالقول إلى من سمّاهم «ميليشيا الدواليب»: إن «دواليبكم لا تخيفنا». كما تحدث والد الضحية السيد نجاح غازي والشيخ عاصم الجراح وإيهاب الشموري باسم المرج، والمحامي معين غازي الذي طالب باسم العائلة السلطات المختصة «متابعة التحقيق والاستعانة بما ظهر في وسائل الإعلام وزج القتلة في السجن».