صيدا ــ خالد الغربي
تتواصل عملية إلقاء القنابل اليدوية في محلة التعمير في صيدا، بعد أيام قليلة على دخول الجيش اللبناني الى القسم الأكبر منها. وشهدت الليلة ما قبل الماضية إلقاء قنبلتين؛ الأولى في منطقة خط السكة، والثانية بالقرب من مدرسة رسمية محاذية لمخيم الطوارئ، بالتزامن مع استمرار الظهور المسلح، لا سيما الليلي في بعض الشوارع والزواريب في التعمير، التي ما زال المسلحون الأصوليون من «جند الشام» يحتفظون بها.
ورجحت مصادر متابعة أن يكون التوتير، المعبر عنه بإلقاء القنابل وإطلاق النار أحياناً، بمثابة عملية ضغط من جانب المسلحين، لإنهاء بعض المسائل المتعلقة بهم؛ مثل تلقّي تعويضات مالية لبعض العناصر، وتطهير الملفات الأمنية للبعض الآخر. وهو ما جرت ملاحظته في الاجتماعات التي عقدت على أكثر من صعيد، وبينها زيارة أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان سلطان أبو العينين للنائبة بهية الحريري وعرض الأوضاع في منطقة التعمير.
أبو العينين الذي تحدث عن الإجماع الفلسطيني المرحِّب بدخول الجيش الى التعمير لكونها منطقة لبنانية، قال إن «الخطوة تبقى ناقصة ما لم تتم معالجة أوضاع عدد من أبناء المنطقة نهائياً». ورأى «وجوب حل القضايا كي لا يبقى نقيضها مدخلاً لقضايا أخرى، فلسنا بحاجة للمشهد الذي كان قائماً في التعمير».
وأشار أبو العينين الى تلقّيه «وعوداً سياسية وأمنية بمعالجة القضايا الأمنية والقضائية التي ليس لها أبعاد جرمية، بل أحكام سياسية غيابية في غالبيتها، وهي لا تمثّل مساساً بهيبة القضاء ولا بالأمن والاستقرار اللبناني».
والتقت الحريري للغاية نفسها وفداً من الجماعة الإسلامية ضمّ المسؤول السياسي في الجنوب بسام حمود والدكتور علي الشيخ عمار. وتحدّث الشيخ عمار إثر اللقاء فقال: «بالنسبة لمنطقة تعمير عين الحلوة، فإن الأمور تسير جيداً، ومثلما هو مرسوم لها، وأعتقد أن المسألة تحتاج الى أيام من اجل الانتهاء من بعض الاشكاليات البسيطة التي من شأن حلها أن يسهم في ايجاد أجواء مستقرة في هذه المنطقة».
ولم يُعرف بعد لماذا لم ينفّذ الاتفاق الضمني القاضي بقيام عناصر فلسطينية تابعة للمسؤول الفلسطيني منير المقدح بالتقدم بضع عشرات الأمتار خارج مخيم عين الحلوة لضبط بعض المنافذ والطرقات، وما إذا كان المسلحون الأصوليون عدلوا عن هذه الفكرة التي كانوا قد وافقوا عليها سابقاً.