في الليلة الأخيرة من عاشوراء، انتقد الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله ما يشاع عن وجود مشروع تقوده إيران أو الحركات الإسلامية الشيعية، على امتداد العالمين العربي والإسلامي، لتحويل السنّة إلى شيعة، وأكد أن هذه الشائعة «تدخل الأمة في الفتنة»، داعياً القادة والعلماء الى ضرورة «التحقيق والتدقيق في كل ما يطرح، وصولاً الى التأكّد من وجود أي مشروع تشيّع».وتطرّق الى ذكر عدد من المشاريع التي تصبّ في خانة خدمة هذه الشائعة، ابتداءً من «الهلال الشيعي»، وصولاً إلى «المشروع الصفوي»، فأكد أن «حزب الله» «ضد أي مشروع يؤدي الى الفتنة بين الشيعة والسنّة، وضد أي مشروع صفوي»، محمّلاً بعض وسائل الإعلام مسؤولية إشاعة هذا المناخ، عبر «فبركة وصياغة هذا الأمر، وتقديمه على أساس أنه معلومات سرية جداً»، الى حدّ أن «بعض القادة العرب والعلماء الكبار تطرّقوا الى هذا الموضوع»، مع إشارتها الى «مخططات ودراسات وبرامج وأموال طائلة تنفق على هذا الصعيد».
وفي إطار إشاعة ظاهرة التشيّع، أشار نصر الله الى أن «هناك في لبنان بعض القــــــــادة السيـــاسيين الذين ذهبــــوا الى السعودية والكويت وقطر والإمارات وغيرها، وقــــالوا لقادة تلك الدول إن حزب الله في لبنان ينفق أموالاً طائلة، بدعم إيراني، لتحويل السنّة الى شيــــعة»، لافـــــتاً إلى أنه «منذ عام 1982، هناك شيـــــعة أصبحوا سنّة، ولم يثر أحد هذا الموضـــــوع»، ومـــؤكداً أن هذا الموضوع «ليس قضية حزب الله»، فهو «مكلف جداً»، سخر نصر الله من هذه الإشاعات، لافتاً الى «استحالة وجود هذا المشروع»، حيث «إذا قام حزب الله بتعميم فكرة زيادة الإنتاج، فإن الشيعة سيزيدون 150 ألفاً خلال سنة واحدة... وببلاش»، مشدداً على أن الكلام عن هذا الأمر «سخيف، ويهدف الى التحريض وإيجاد الفتنة».
وكشف نصر الله أنه طلب من السفير السعودي لدى لبنان عبد العزيز الخوجة، منذ ما يزيد على الثلاثة أشهر، تأليف لجنة تحقيق خاصة سعودية، للتدقيق في صحة هذه الشائعات، مضيفاً: «هناك من يقوم بالاصطفافات بناءً على أوهام وأخطار غير موجودة، ويتجاهل الأخطار الحقيقية التي تحدق بالمنطقة، بدءاً بفلسطين ولبنان، وصولاً الى العراق».
وفي ظل هذه المناخات، جدّد نصر الله تأكيده من كون العالم العربي والإسلامي، اليوم، هو «قاب قوسين أو أدنى من إلحاق الهزيمة بأميركا». وفي المقابل، فإن هذا العالم هو «قاب قوسين أو أدنى من فتنة بين المسلمين، بناءً على أوهام وأكاذيب ساقها الأميركيون والصهاينة لإلقاء سوء الظن بين المسلمين»، متسائلاً: «عندما يحصل أي قتال بين سني وشيعي، من يكون المنتصر؟».
ورأى أن لبنان «أكلته الشائعات»، وأن نتائجها «ستؤدي الى ما لا يريده أحد، بمعزل عن إرادة جميع الأطراف». وفي المقابل، أشار الى أن «الوقوف الى جانب الحق لا يعني أن نحمل السلاح في وجه الآخرين»، مؤكداً أن «هناك أموراً محقّة تعالج بالسلاح، كما هو القتال مع العدو الإسرائيلي. ولكن، هناك أمور محقة لا يجوز أن تعالج بالسلاح، لأن الحرب لم تعد حرب سيف وترس، والعدد هو الغالب».
وختم نصر الله كلمته بالدعوة الى المشاركة في إحياء يوم عاشوراء، اليوم، قائلاً: «لن يمنعنا مطر ولا طقس ولا شائعات عن المشاركة، لن يمنعنا أحد من الحضور، وأصواتنا تلهج بالموقف».
(الأخبار)