strong>نصيحة روسية بعدم التسرع في إنشاء المحكمة الدولية

أجمع المسؤولون الروس الذين التقاهم رئيس كتلة «المستقبل» النائب سعد الحريري في موسكو على أن حل الأزمة اللبنانية يجب أن يكون سياسياً من خلال حوار داخلي بعيداً عن التدخلات الأجنبية والتوصل الى حل وسط مع المعارضة.
اختتم الحريري أمس زيارته الى موسكو بلقائه رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الروسي قسطنطين كوساتشوف في حضور النائب باسم السبع والنائب السابق غطاس خوري وعدد من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية الروسية.
بعد اللقاء، قال كوساتشوف إنه «لا يمكن بلورة حل للأزمة السياسية الداخلية اللبنانية إلا على طاولة المفاوضات وضمن الأطر الدستورية فقط». ورأى أن الأزمة السياسية الداخلية في لبنان «تهدد البلد بخطر اندلاع حرب أهلية كما تفرغ كل الجهود التي ترمي إلى تطبيع الوضع بما في ذلك الدعم المادي الخارجي من مضمونها».
وأكد كوساتشوف أن روسيا تؤيد جميع قرارات مجلس الأمن الدولي التي تتعلق بإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بالتحقيق في اغتيال الحريري، ولكن من الضروري الأخذ بعين الاعتبار جميع التفاصيل والجوانب القانونية لهذه القضية، مشيراً الى أنّ بلاده «لا تؤيد التسرع غير الضروري في التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، وتدعو إلى تنظيم العمل في هذا المجال بالشكل الذي يضمن تكاتف المجتمع اللبناني لا إحداث انشقاق فيه».
من جهته، قال الحريري «إن فهم الوضع في لبنان هو بمثابة فهم للوضع في المنطقة، مما يحتاج الى لاعب قويّ كروسيا يضطلع بدور مهم فيها»، آملاً أن «يستمع أصدقاء روسيا الى نصيحتها لأنني أعتقد أنهم اذا استمعوا اليها فلن تكون هناك نزاعات».
وكان الحريري قد التقى أول من أمس رئيس مجلس الأمن القومي الروسي إيغور إيفانوف في الكرملين، وأشار إيفانوف في مستهل اللقاء الى أن مؤتمر «باريس ـــ 3» مثّل دليلاً إضافياً على التضامن الدولي مع لبنان. وأعرب عن أسفه لاستمرار الوضع اللبناني متوتراً، متوقعاً «توافق القوى السياسية اللبنانية للوصول الى حل للمشكلات ولاستقرار لبنان».
ورأى الحريري «أن الوضع في منطقة الشرق الأوسط يواجه أزمات وهناك ترابط كبير بينها. ودور موسكو كبير بالنسبة إلى الحل في هذه المنطقة (...) وأود أن أقول لكم إننا مع الحوار في لبنان ونحن نريد الحوار ولا نريد غير الحوار».
ولدى مغادرته الكرملين، أوضح الحريري أن البحث تناول «الأزمات والمشاكل التي تعيشها المنطقة، في لبنان وفلسطين والعراق والمشكلات الأخرى في إيران، وطلبنا من السيد إيفانوف إمكان أن تؤدّي روسيا دوراً إيجابياً كبيراً في حل هذه الأزمات». وأعرب عن ارتياحه لموقف روسيا من المحكمة الدولية. وقال: «سمعنا من السيد إيفانوف في خلال اللقاء تشديده على ضرورة الحوار بين اللبنانيين والتوافق في ما بينهم لأن ذلك يمثّل الأساس في حل الأزمة في لبنان ولأن الشارع لا يحل المشكلات بل يزيدها تعقيداً ويزيد تراكم الأزمات».
وأمل الحريري أن تؤدي الزيارة المرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى المنطقة «الى المساعدة على حل الأزمات في منطقة الشرق الأوسط».
واجتمع الحريري الى نائب رئيس مجلس الدوما ارتور تشيلينغاروف، الذي أعرب عن ثقته بالحريري «للعب دور فاعل في استقرار لبنان»، ودعا «إلى ايجاد حل وسط مع المعارضة في لبنان عن طريق المؤسسات الدستورية، وفي مقدمها البرلمان اللبناني»، مؤكداً «أن بلاده ضد أي تدخل خارجي في الشؤون اللبنانية».
وكان الحريري قد قال في حديث الى تلفزيون «راشا توداي» «إننا في 14 آذار لن نتخذ أبداً قراراً بإشعال الحرب الأهلية، ونفضل أن نموت على أن نمضي في حرب أهلية»، مؤكداً «أننا نريد أن نعيش مع الجميع في بلد ديموقراطي يؤمن بالسلام من دون أي تدخل من جانب أحد في شؤوننا الداخلية».
ورداً على سؤال قال: «لن نقوم بتحطيم أي خيمة، ولا أي سيارة أو محل، لأننا حركة سياسية تؤمن بالسلام ونريد السلام لبلدنا، لكننا لا نريد أن يتدخل أحد في شؤون بلادنا الداخلية، ولا نريد أن يقول لنا هؤلاء ما علينا القيام به. ما نريده هو أن يلقى المجرمون الذين اغتالوا رفيق الحريري وبيار أمين الجميل وجبران تويني والآخرين، العقاب الذي يستحقونه وأن لا ينجوا بفعلتهم من ملاحقة العدالة».
وفي حديث الى وكالة «نوفوستي» للأنباء، قال الحريري رداً على سؤال عن حل الأزمة إن «هناك حلولاً عدة يمكن طرحها، لكن يجب أن تكون هناك موافقة سياسية من جانب الطرف الآخر ليقبل بالمحكمة الدولية، ونحن تنازلنا في كثير من الأشياء مثل بعض التعديلات في المحكمة وكذلك بالنسبة إلى صيغة 19+10+1 بالنسبة إلى حكومة الوحدة الوطنية، وقلنا إننا أغلبية ولا نريد أن نحكم كأغلبية».
(وطنية، يو بي آي)