وجّه السفير الفرنسي برنار إيمييه نصيحة الى جميع المسؤولين اللبنانيين بضرورة «احترام مقتضيات الديموقراطية، وإيجاد الحلول للأزمات الراهنة من خلال الحوار الداخلي»، شرط أن تكون الحلول «سياسية فقط»، مشيراً الى أهمية احترام المؤسسات الدستورية، كمدخل يتيح للبنان «إدارة شؤونه كبلد مستقل ديموقراطي».وكان إيمييه قد زار البطريرك مار نصر الله بطرس صفير، أمس، بناءً على «طلب الرئيس جاك شيراك، لشرح تفاصيل ما توصّل إليه مؤتمر باريس ــ 3»، كما أوضح، لافتاً الى أن الرئيس الفرنسي اتصل بصفير بعد انتهاء أعمال المؤتمر.
وأكد إيمييه أن «هناك إصلاحات أساسية ينبغي القيام بها، لأن رسالة المؤتمر شدّدت على تطبيق الإصلاحات الفاعلة التي تستلزم تفاهماً وطنياً يشمل الأفرقاء كافة»، داعياً الى ضرورة «أن يستفيد جميع اللبنانيين من المؤتمر لإعادة ربط خيوط الحوار والبحث عن حلول للمشاكل المطروحة، في إطار احترام المؤسسات الديموقراطية واحترام النظام اللبناني».
وأضاف: «يهمنا أن نشجع كل أصحاب النيات الحسنة على العمل بدون كلل للعودة الى المؤسسات، والى نوع من الحوار الداخلي اللبناني الذي هو أمر تشجعه المجموعة الدولية، بما فيها الدول العربية التي تضاعف اليوم جهودها. لكن، شرط أن تغلب إرادة الحوار وتقرب وجهات النظر كل الاعتبارات الأخرى».
وعن مستقبل القوة الدولية في الجنوب، أشار الى أن «عمل هذه القوة مستمر، وسط تنسيق وثيق مع السلطات اللبنانية. سنبقى متيقّظين، لكن فاعلين ومطمئنين».
ورأى أنه يتوجّب على اللبنانيين «أخذ القرارات المناسبة للبدء في برنامج الإصلاح الذي قدمته السلطات اللبنانية، ويجب أن يطبق ضمن إطار جهود وتفاهم اللبنانيين كافة»، لافتاً الى أن جزءاً من المساعدات الدولية «سيدفع بداية هذه السنة، والباقي يدخل ضمن برنامج موزع على خمس سنوات». وقال: «أنا واثق من أن اللبنانيين وقادتهم تحرّكهم الروح الوطنية والمسؤولية في اتجاه المصلحة العامة وحماية الخصوصية اللبنانية والركائز الأساسية لهذا الوطن، وليس لديّ أدنى شك في أن المسؤولين سيتمكّنون من إيجاد الحلول النهائية».
والتقى إيمييه رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون، في الرابية، وقدّم له خلاصة مؤتمر «باريس ــ 3»، الذي كان بمثابة «رسالة دعم قوي للشعب اللبناني وفسحة أمل». ولفت الى أن العالم «تجنّد من أجل لبنان سيد مستقل وديموقراطي. وعلى لبنان، كما قال الرئيس شيراك، أن يستفيد من المؤتمر لتدعيم استقلاله وعدالته. وعلى الجميع العمل في ضوء برنامج الحكومة الإصلاحي للنهوض بالاقتصاد اللبناني».
كما أكد أن الإصلاح «لا يتم إلا بمشاركة كل القوى السياسية التي تمثل التنوع اللبناني. هذه هي رسالة فرنسا اليوم»، داعياً جميع اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم السياسية والدينية والمناطقية والاجتماعية، الى «أن يعلموا أن الدعم الدولي في باريس يشكل اتفاقاً دولياً على متطلبات النهوض بالاقتصاد اللبناني ومستقبله».
(وطنية)