راجانا حميةلم يكن لقاء أمس، الذي نظّمته المديرية العامّة للمغتربين عن دور المغتربين العرب في البلدان المضيفة ومساهمتهم في النهضة والنمو، على مستوى التوقع لما كان يُفترض أن نعرفه عن هذا الدور. هكذا جاءت المداخلات بمعظمها سردية تكرر معلومات متداولة وحتى... تاريخية، ولم تتطرق إلى التغييرات التي قد تكون طرأت على هذا الدور اليوم في ظل الأزمة المالية العالمية، وهو الموضوع الأكثر إثارة لاهتمام اللبنانيين.
وفي الوقت الذي أكد فيه المدير العام للمديرية هيثم جمعة أنّ «هدف المؤتمر هو أن نتزوّد رؤية واضحة عن الاغتراب وإعداد ورقة عمل تكون بمثابة خريطة الطريق لتنظيم الاغتراب العربي»، خرجنا من المكان مزوّدين بدزينة من المعلومات «البايتة» التي لا يمكن أن تمثّل الورقة التي قال جمعة إنّها ستمهّد للمشاركة في المؤتمر الأول للمغتربين العرب الذي سيعقد في مقر جامعة الدول العربيّة في القاهرة، مطلع العام المقبل، تحت عنوان «جسر تواصل».
أما المداخلات، فتركزت على 3 عناوين عريضة «دور المنظمات الأهلية للنهوض بالأوضاع العامة للجاليات العربية» و«دور المغتربين العرب في تحسين وتعزيز الحوار بين الحضارات والثقافات والأديان» و«إيجاد إطار تنظيمي للمغتربين العرب». وفي ما يخص العنوان الأول، تناول الباحث بول طبر الهجرة اللبنانية تاريخياً، متطرقاً نظرياً، وبدون أية أرقام، إلى التجمعات الأهلية في بلدان الاغتراب والتي تنوّعت ما بين قروية وعائلية وأخرى سياسية وطائفية تتأثر غالباً بسياسة البلد الأم. وتطرق الدكتور في جامعة البلمند سامي عفيش إلى دور المغتربين في تعزيز الحوار بين الثقافات، لافتاً إلى أن المغتربين نجحوا في مكان ما في تكوين هويّتهم مع الحفاظ على الانفتاح على الآخر. وربما كان ما قاله السفير لطيف أبو الحسن هو الأقرب إلى طرح عملي، حين رأى أنّ الإطار التنظيمي للمغتربين «ليس متيناً، لأن التنسيق معدوم بين جمعيات الاغتراب»، داعياً إلى إعادة تعزيز دور الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم. الأمر الذي أيّده جمعة أيضاً، حيث لفت إلى أن وزارة الخارجية أصدرت قراراً بتأليف لجنة من الاختصاصيين بموضوع الاغتراب لإعادة النظر في الجامعة وتنظيم الاغتراب اللبناني بما يتوافق مع التطلعات الحديثة للهجرة.