طمأن رئيس كتلة «التغيير والإصلاح» النائب العماد ميشال عون إلى «أننا لسنا على مفترق طرق كما يدعون، بل على طريق قويم نمشي عليه ونترك القلق وراءنا، وكذلك الشائعات»، مؤكداً أن «المخرج الوحيد الباقي هو استقالة الحكومة وتشكيل حكومة وحدة وطنية».ألقى عون في الاعتصام كلمة باسم المعارضة من خلف ستار زجاجي واق يحيط به النائبان علي حسن خليل وأسامة سعد والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» حسين الخليل، وجاء فيها: «جئت اليوم لاخاطبكم بما تستحقون دائماً، يا شعب لبنان العظيم. هذه اللحظات التاريخية بجو مفعم بالأمل وليس بالقلق، وضميرنا مرتاح لخياراتنا الوطنية، ونحن نسعى إلى تحقيقها بما يضمن سلامة الوطن وسيادته واستقلاله». وأضاف: «اليوم نجسد معاً المفاهيم الوطنية والأخلاقية التي لم تعد شعاراً مزيفاً كلامياً، بل أصبحت واقعاً معيوشاً في قلب كل بيت وقلب كل انسان. نحن اليوم نحيي العيش المشترك ونحصن وحدتنا الوطنية ليس بالكلام، وقد أصبحت طريقة الحياة نسلكها بكل طمأنينة نحو المستقبل، وإن قيمنا لا ترتكز على خطاب سياسي. ربما كثيرون يحسنون الخطاب أكثر منا، لكننا نحسن الالتزام أكثر من أي فريق آخر بما نتعهد به أمام مواطنينا».
وتابع: «لا نسعى إلى عزلهم ولا إلى الاستئثار بالسلطة، ولا نسعى إلى الحصول على مصالح فردية أو حتى فئوية، بل نسعى إلى تركيز الوطن على دعائمه الأساسية التي من دونها لا يحيا وطن». وقال: «نشكر محطات التلفزة التي تسعى حتى في مثل هذه اللقاءات الوطنية، أن يكون لديها عدّادات طائفية فتحصي آلافاً من المسيحيين ومئات آلاف من المسلمين أو من الشيعة. عيب وعار عليكم اليوم أن تميزوا بين مذهب وآخر، وبين طائفة وأخرى، وقد اجتمعنا يظللنا العلم اللبناني، ونحن فخورون أمام العالم أجمع ولا نخجل من شعاراتنا الوطنية. نعم نحن متطرفون في المحافظة على السيادة والاستقلال (...) سنسعى دائماً إلى المحافظة على صداقاتنا، ونريد أن نكون أصدقاء الجميع في الشرق والغرب على أن يتركونا وشأننا في معالجة مشاكلنا. ونعتبر أي دعم فئوي للحكومة من أي دولة أتى ليس دعماً صديقاً، بل هو دعم لخلق التصادم في قلب المجتمع الواحد، فالمؤامرة تترصد الوطن في وحدته».
أضاف: «نحن نسعى لأن نعود الى موقع السلطة، ليس للجلوس على مقعد وزاري، ولكن لنشارك في القرار الوطني لجعله ملائماً للمجتمع اللبناني وليس لتوقيفه وتعطيله كما شاء أن يشرح بعض الوزراء. ولكن أن يدعي رئيس حكومة، وهنا أتكلم عن رئيس حكومة لبنان وليس عن رئيس حكومة سني أو رئيس جمهورية ماروني أو رئيس مجلس شيعي، أتكلم عن رئيس يخصني أنا كماروني كما يخص الطائفة السنية، وليست هناك مذهبية في معالجة الشؤون العامة، وليست هناك صفة لرئيس الحكومة غير كونه لبنانياً ولجميع اللبنانيين. وإذ ننتقده اليوم، لا نوجه نقدنا كما شاء البعض إلى الطائفة السنية، بل إلى رئيس الحكومة اللبنانية الذي بأدائه أخطأ كثيراً ويجب أن يتنحى عن مركزه ويجلس مكانه سني آخر أكثر خبرة ومعرفة بنسيج الشعب اللبناني وقضاياه الوطنية».
وقال: «أتوجه اليكم لأن تدعموا مسيرة التغيير والإصلاح وصيانة القرار الحر وصيانة حقوق كل المواطنين. حقوق المواطن لا تخضع للفئوية أو للحزبية ولا للمذهبية. إن حقوق المواطن بالمطلق يجب أن تصان من جميع الحكومات ومن جميع الناس سواء كانوا موالين أو معارضين. نحن نعاني من حفلة تهميش مبرمجة، وكأن من هم في الحكم يريدون خلق حالة صدامية. لسنا في هذا الصدد إنما نفتش عن الانفتاح، وعن أي انفراج لنصل من خلاله إلى وحدة وطنية يشارك في صنع قرارها جميع اللبنانيين. لا نستطيع أن نقبل أن الحكومة القائمة هي حكومة وحدة وطنية بل خرجت عن حالها الطبيعية. هناك الخروج عن النصوص الواضحة في الدستور، نتمنى على رئيس الحكومة ووزرائه أن يقرأوها مجدداً وصباح كل يوم حتى يقتنعوا أمام هذه الجماهير أن حالتهم أصبحت غير دستورية، وكلنا يعلم أن خرق الدستور يشكل مخالفة جسيمة قد تحيل صاحبها أمام القضاء».
وتمنى عون «لو أن رئيس الوزراء ووزراءه معنا اليوم، ولا يختبئون وراء الشريط الشائك وخلف ملالات الجيش. فمن كان شعبه معه لا يحتاج إلى شريط شائك، بل إلى بعض رجال الأمن لحمايته من مجنون أو من هامشي طبيعته سيئة، ولكن لا يختبئ من شعب». وختم داعياً رئيس الحكومة ووزراءه إلى «أن يستقيلوا ويصبحوا مثل زملائهم يمارسون تصريف الأعمال حتى نهاية الأزمة، والخروج بحكومة وحدة وطنية تعالج المشاكل الشائكة. المخرج الوحيد الباقي هو الاستــــــقالة. وإننا مستمرون بالاعتصامات حتى تحقيق مطالبنا».
كما ألقى النائب علي حسن خليل كلمة دعا فيها «إلى البقاء معاً حتى نحقق شعارنا ومطلبنا بقيام حكومة الوحدة الوطنية، وهي آتية آتية آتية بإرادتكم جميعاً».