الشمال ــ الأخبار
توجّهت أمس وفود شعبية وحزبية من مناطق الشمال المختلفة إلى وسط بيروت للمشاركة في الاعتصام المطالب بإسقاط الحكومة. وأفادت مراسلة «الأخبار» فيرا يمين أنّ الموكب الزغرتاوي انطلق عند العاشرة صباحاً من مستديرة «النورث ليبانون كولدج» في زغرتا، ولاقاه آخر من الكورة، واكتمل بسيارات وباصات في البترون. واللافت مشاركة عدد كبير من النسوة في التوجه الى التظاهر كردّ فعلٍ على التحرك النسائي ليوم أمس.
وفي الأحياء عُلّقت أعلام المردة وصور سليمان فرنجية مع صور للسيد نصر الله والعماد عون، ولم يغب عن الانطلاقة نثر الأرز والورد، فيما حملت نساء أخريات المباخر «لكي يحمي الله أولادنا ويحمي لبنان من الأشرار».موكب المردة (ريتا شاهين)
وشهدت البترون، بحسب ما أفادت مراسلة «الأخبار» ريتا شاهين، زحفاً بشرياً هائلاً نحو وسط العاصمة. فمنذ ساعات الصباح الأولى، بدت البترون وقراها وبلداتها كخلية نحل، سيارات، فانات وحافلات تحمل مكبرات الصوت وتجوب القرى والبلدات. تبث الأناشيد الوطنية والحماسية وتنقل المشاركين الى مدينة البترون حيث كان التجمع الكبير لمناصري التيار الوطني الحر وتيار المردة، إضافة الى التيارات المعارضة الأخرى. فازدحم الخط الساحلي لمدينة البترون بالحافلات والسيارات التي امتزجت بالوفود القادمة من كل أقضية الشمال رافعة بدورها الأعلام اللبنانية، والأعلام الخضراء والبرتقالية، وحاملة صور قادة المعارضة كالوزير السابق سليمان فرنجية، والعماد ميشال عون والسيد حسن نصر الله، الرئيس عمر كرامي... لتنطلق جميعها في موكب واحد استمرّ تدفّقه لأكثر من نصف ساعة في شكل متواصل من بلدة شكا وصولاً إلى جسر المدفون لتلتقي بدورها بالمواكب الشعبية الأخرى في مناطق جبيل، كسروان، وغيرها.
ومن طرابلس، أفاد مراسل «الأخبار» صفوح منجد أنّ العديد من المواطنين غادروا المدينة باكراً للوصول الى بيروت تحسباً للازدحام على الأوتوستراد المؤدي الى المدخل الشمالي للعاصمة. واستقلّ هؤلاء سيّاراتهم الخاصّة مع أفراد عائلاتهم، واتجهوا منذ ساعات الصباح الأولى الى العاصمة. ويدلّ هذا الاستخدام للسيارات الخاصة على قناعات ذاتية لدى أهالي طرابلس والتزاماتهم بقضايا الوطن والعروبة، ففضّلوا الانتقال الى العاصمة على «نفقتهم الخاصة»، ولم ينتظروا من يوفر لهم الأوتوبيسات والفانات ويدفع عنهم أكلاف الانتقال وأكثر!
وانطلق من طرابلس موكب مناصري تيار الرئيس عمر كرامي والتقى الموكب عند جسر المدفون بمواكب تيار المردة والتيار الوطني الحر وأكملوا مسيرتهم بموكب شمالي حاشد. وكان مناصرو الرئيس كرامي تجمعوا منذ الصباح في حرم معرض رشيد كرامي الدولي وفي محيط قصر الكرامة رافعين الأعلام اللبنانية وصور الرئيس كرامي والرئيس الشهيد رشيد كرامي، ومرّ الموكب من أمام دارة الرئيس كرامي قبل توجهه الى بيروت.
هذا وكان مناصرو بعض قوى 14 آذار قد عمدوا أول من أمس الى التجوال في عدد من مناطق المدينة وأحيائها بواسطة السيارات مرددين شعارات مؤيدة لرئيس الحكومة ولتيار «المستقبل». ورفع بعض أبناء المدينة الأعلام اللبنانية على شرفات منازلهم في طرابلس تلبية لدعوة رئيس الحكومة وتأييداً له، فيما انتشرت عناصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي في الساحات العامة ومفارق الطرق وسيّرت دوريات سيّارة وراجلة.
وأفاد مراسل «الأخبار» في الضنية عبد الكافي الصمد أنّ بلدة البداوي الساحلية شهدت احتكاكات تطوّرت إلى عراك وتضارب بين أنصار «التيار الوطني الحر» الذين كانوا آتين من منطقة عكار، وأنصار «تيار المستقبل» الذين رشقوا سيارات الوفد وباصاته بالحجارة، إضافة إلى توجيه السباب والشتائم إليهم، قبل أن تبادر القوى الأمنية الى التدخل لفضّ الإشكال.
وأوضح مسؤول «التيار الوطني الحر» في الضنّية سامر درباس أنّ «المنضوين إلى صفوف التيار التزموا القرار الصادر عن الهيئة المركزية فيه، التي طلبت من المحازبين والأنصار عدم إبراز الأعلام والرايات الخاصة بالتيار، تجنباً لحصول أي استفزازات مع الأطراف المناوئة»، لافتاً إلى أنّ «هناك تنسيقاً كاملاً من أجل تأليف وفد من الضنّية للاشتراك في الاعتصام، مع النائب السابق جهاد الصمد، ومناصري الرئيس عمر كرامي في المنطقة، والدكتور محمد الفاضل وغيرهم».
وفي المنية، عمل رئيس المركز الوطني للعمل الاجتماعي كمال الخير، بالتعاون مع فاعليات معارضة في المنطقة، على تأليف وفد للمشاركة في الاعتصام.