strong>راجانا حميّة
لبّى طلّاب «المعارضة» النداء، ونزلوا منذ ساعات الصباح الأولى «عالأرض» يجهّّزون العدّة اللازمة ويجمعون مناصريهم، التزاماً بدعوة «السيّد» إلى المشاركة «الكثيفة في الاعتصام الجماهيري المفتوح في قلب العاصمة بيروت».
انتظر الطلّاب طويلاً هذه الدعوة «المفتوحة»، فكان لا بدّ لتحضيراتهم من أن تأتي على «قدّ النطرة»... وكان مئات الطلّاب باللباس الأصفر والأخضر و«الليموني» يحتشدون خارج القاعات مع أعلامهم وشالاتهم وصور «السيّد والرئيس والأستاذ والبيك فرنجيّة» بانتظار أن يكتمل النصاب.
الساعة الثانية عشرة أمام «اللبنانيّة ــ الأميركيّة»، نصب «المعارضون» حاجزاً عند المدخل الرئيسي للجامعة، يحملون في أيديهم بيانات «الحكومة النظيفة»، ومن يرغب من الطلّاب «بمستقبل أفضل وبلدٍ ديموقراطي وحكومةٍٍ لبنانيّةٍ وديموقراطيّة»، فعليه التوجّه إلى الـ«UPPER GATE» والانتظار ريثما ينهي زملاؤهم فريضة الصلاة.
غير أنّ «الفهود» كانوا الأسرع في التجمّع. وصلوا الـ«UPPER GATE» قبل الطلّاب ومنعوهم من دخولها خوفاً من التصادم مع فرق حماية «الشيخ سعد». التزم الطلّاب القرار ونزلوا إلى الباحة الأمامية للجامعة حيث كان بانتظارهم ثلاثون «فهداً» بأسلحتهم.
في هذا الوقت، حرص «التيّار» على أن يكون الزيّ موحّداً لطلاّب الفرعين، «تي ــ شرت» أورانج... العلم اللبناني... فولار التيّار في أيديهم... كوفيّة «السيّد» تحوط أعناقهم وسيّارات مزدانة بصور الزعماء المعارضين وتطلّ من نوافذها أعلام تختلف ألوانها من سيّارة لأخرى تبعاً لانتماء «الركّاب».
اكتمل النصاب واستعدّ الطلّاب للانطلاق، لكن ثمّة من يعترض ويطلب الوقوف لدقيقة واحدة حتّى يتسنّى له قراءة «أمر اليوم» الداعي إلى «سلمية التحرّك، منع وإيقاف أعمال الشغب والاعتداء على الأملاك العامة والخاصّة، التزام الشعارات الموحّدة، رفض الشعارات المسيئة أو الخارجة عن الضوابط الأخلاقية التي تنافي هويتنا، استخدام الخطاب الوحدوي والابتعاد عن الخصوصيات الحزبية أو الطائفية أو المذهبية، رفع العلم اللبناني وحده، الانتباه إلى محاولات الفتنة أو التخريب التي قد تلجأ اليها السلطة أو بعض الموتورين...».
بعد تلاوة البيان، انطلق طلّاب الـ«LAU» إلى الساحة على وقع «أصفر أخضر ليموني بدنا نسقّط الحكومة، طاق طاق طاقيّة حركة وحزب وعونيّة» ودائماً مع العلم اللبناني والفولارات.
الأمر نفسه تكرّر في مبنى العلوم الطبّية في الجامعة اليسوعيّة «USJ» التي تجمّع فيها طلّاب الفروع الثلاثة «الطبّية والإنسانيّة وهوفلين» باستثناء زملائهم في المنصوريّة الذين لم يستطيعوا عبور الحواجز الأمنية وزحمة السير للحاق برفاقهم، فاكتفوا بالاتّصال بهم لموافاتهم إلى مكان الاعتصام.
أمّا في الجامعة الأميركيّة في بيروت، فكان بعض الطلاب داخل الحرم مشغولين في التحضير لسباق «الأوّل من كانون الأوّل»، فيما خرج بعض «المعارضين» الذين ميّزتهم فولاراتهم الصفراء والبرتقالية من بوابة الجامعة واتجهوا سيراً على الأقدام إلى مكان التظاهرة. وفي الوقت نفسه، كان زملاؤهم من مناصري «المستقبل» قد خرجوا بكثرة من الجامعة وركبوا سيّاراتهم المزيّنة مسبقاً بصور «الرئيس الشهيد»، مطلقين العنان لأغنية «لا ما خلصت الحكاية... لا لا مش هيدي النهاية» وكأنّهم يتوعّدون، ويجوبون الطرقات ذهاباً وإياباً بين قريطم والـAUB.
أمّا جامعة بيروت العربية، ففضّلت التغريد خارج السرب وعدم السماح لإيًّ من طلاّبها بالخروج في أوقات الدوام، تاركة الدور لجارتها «الإعلام» عند جسر الكولا التي باشرت تحضيرات «النزلة» منذ الصباح. وبدا أمر الجامعات اللبنانيّة محسوماً منذ ما بعد إعلان السيّد، فلم يحضر الطلّاب إلى جامعاتهم على الرغم من القرار الذي اتّخذته إداراتهم بعدم إفقال الأبواب واعتبار يوم أمس يوماً دراسيّاً عاديّاً...