strong>كامل جابر
طوى الموت 23 ربيعاً من عمر الزميلة عبير حمزة، ليقترن اسمها بظلم آخر، بدّد محاولاتها الدؤوبة لتخطي عثرات الظلم التي وضعتها الأيام في درب حياتها المتواضعة، تواضعها، الذي لم يتخطَّ مسحة الطفولة التي تفوقت على سنواتها الثلاث بعد العشرين.
جاءت في الثاني عشر من تشرين الثاني المنصرم، تحمل شموع ميلادها لتحتفي مع زملائها في فريق عمل مكتب الجنوب في «الأخبار» حيث بدأت تناضل لتنتسب إلى عالم الإعلام والأخبار، فإذا بها تصبح الخبر «الشؤم» وهي تجدّ نحو البحث عن خبر يعزز رصيدها الصحفي، بعدما أبت إلا المشاركة في التظاهر، في بيروت، وسعت لذلك بيد أنها لم تصلهاتف منها يجيء قبل دقائق من حتفها، لتؤكد رغبتها في نشر بعض تفاصيل ما تعرضت له في مستشفى مار يوسف، يوم اغتيل الوزير بيار الجميل، إذ كانت تواكب مرض والدها الذي جعلته دائماً أولوية على شؤون حياتها؛ ولأنها كانت ترتدي بلوزاً وفولاراً برتقاليين، تعرضت للضرب هناك، من «أحدهم»، فأغمي عليها، وما إن استفاقت حتى حملها أحد الممرّضين إلى خارج باحة المستشفى، مع ما تلقّته من شتائم وضرب وصراخ يدعوها لخلع ثيابها «البرتقالية».
هو القدر يا عبير، نقض عذوبة أحلامك، ليحرمنا ابتسامتك، هو الموت الذي بدد آلامك غير المنقطعة، فارقدي بسلام ولك بيننا مكان لا يعوض...
حادث سير يودي بالزميلة عبير حمزة
فجعت أسرة «الأخبار» في الجنوب، بالزميلة عبير غسان حمزة (23عاماً) التي قضت قبل ظهر أمس إثر حادث سير مفجع على طريق الزهراني – الغازية، تسبب بوفاتها نتيجة نزيف حاد. وكانت الزميلة حمزة تقود سيارتها من نوع بي. أم. ف، كحلية اللون، عندما فاجأتها بعض المطبات وسط الطريق قبالة المسبح الشعبي في الغازية، فحاولت تجنبها. لكنها ارتطمت بالفاصل الإسمنتي الذي يفصل الطريق، ما أدى الى إصابتها بجراح خطرة حيث نقلت الى مستشفى الراعي لكنها ما لبثت أن فارقت الحياة.
وقد انتسبت الزميلة حمزة إلى فريق عمل مكتب الجنوب في «الأخبار» منذ انطلاقة الصحيفة، كمراسلة لمنطقة الزهراني. وهي من مواليد بلدة زفتا (النبطية) وقد شيعت مساء أمس في بلدتها في موكب حاشد وحزين. أسرة «الأخبار» تتقدم من عائلة الفقيدة بأخلص التعازي القلبية، راجية من المولى أن يلهم عائلتها وذويها الصبر والسلوان.