رداً على بيان الدكتور سمير جعجع الصادر امس باسم القوات اللبنانية، أصدر اللواء الركن السجين جميل السيد بياناً جاء فيه: «إن جعجع كان موقوفاً بأحكام قضائية لدى قيادة الجيش، وإن كل ما جرى من لقاءات بينه وبين اللواء السيد بما في ذلك عدد اللقاءات ومضامينها كان موثقاً بموجب محاضر رسمية في قيادة الجيش وكلها تدور حول الوضع العام ومسألة الميليشيا والسلاح والأمن، بدليل أنه كلف أحد مساعديه حين ذلك، إيلي أبو طايع للتنسيق مع مخابرات الجيش في جبل لبنان في هذا الخصوص. وبما أن لبنان بلد أسرار، فإن الجميع يعلم أنه على مدى 37 عاماً من خدمة الدولة لم تكن الدولة، لم تكن لدى اللواء جميل السيد لا ميليشيا ولا سجون خاصة، بل كان يتحمل مسؤولياته علناً وبكل وضوح في مختلف الظروف. إن أخبار جعجع العامة والخاصة كانت تملأ الصحف طوال فترة توقيفه، بما كان يتداوله معهم. وخير دليل على أن إجراءات وقيود توقيفه لم تكن شخصية، فإن تلك الإجراءات استمرت منذ تاريخ انتقال اللواء السيد من الجيش في العام 1998 وحتى أواسط العام 2005، وهو ما يعني أنها إجراءات لم تكن مرتبطة بوجود أشخاص، بل بوجود أنظمة وتعليمات استمرت لسنوات في غياب اللواء السيد عن الجيش.
إن اللواء الركن جميل السيد كان مسؤولاً بارزاً في مخابرات الجيش في تلك المرحلة، وساهم بحكم وظيفته ومسؤولياته بالكثير من قرارات القيادة في التنظيم والعمليات والأمن وغيرها، بما فيها تنفيذ قرار حل الميليشيات ونزع سلاحها، ومن بينها القوات اللبنانية. لذلك، حسماً للجدل، والجدل المضاد، وللإساءات والأكاذيب التي قد يحتملها هذا الجدل، فإن اللواء السيد يدعو الدكتور جعجع إلى العودة لأرشيف القيادة والسماح ببث المقابلة التلفزيونية التي أجراها معه المخرج جورج عون لمحطة الـ LBC في شهر تموز 2005، بعد استقالة اللواء السيد بشهرين، وهي مقابلة مدتها ساعتان ونصف الساعة، لم تبث حتى الآن، ومن اشتراط بثها كاملة دون مونتاج لكوننا أيضاً نملك نسخة كاملة عنها، وذلك حتى يتبين للرأي العام حقائق تلك المرحلة، بما فيها أن مشكلة جعجع لم تكن مشكلة شخصية، بل كانت مشكلته حينذاك مع كل الجيش اللبناني وقيادته ووحدته ومخابراته، بسبب الميليشيا والأمن والسلاح، وكلها كانت تنشر في الصحف والإعلام في حينه بين العام 1991، والعام 2005، علماً أيضاً بأن الكثيرين من مسؤولي الجيش اليوم، في القيادة كما في المخابرات وغيرها، كانوا مسؤولين في تلك المرحلة ويعرفون وقائعها جيداً».
(الأخبار)