أثارت الأزمة السياسية اللبنانية وتفاعلاتها في الشارع قلقاً عربياً ودولياً من المضاعفات المحتملة على السلم الأهلي. وتكثفت الاتصالات مع الأطراف اللبنانية لمعالجة الوضع
توقعت مصادر مصرية لـ «الاخبار» أن يوفد الرئيس المصري حسنى مبارك قريباً وزير خارجيته أحمد أبو الغيط إلى لبنان للمشاركة في المساعي السياسية والدبلوماسية العربية الرامية إلى إيجاد مخرج للوضع اللبناني الراهن.
وقالت المصادر إن التحضيرات لزيارة أبو الغيط بيروت قيد الإنجاز، من دون أن تكشف عن أية تفاصيل أخرى أو توضح إذا كان اللواء عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات المصرية سيرافق أبو الغيط فى هذه الزيارة أم لا.
وكان الرئيس مبارك مشغولاً على مدى اليومين الماضيين بإجراء سلسلة من الاتصالات مع الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة فيما كلف السفير المصري في لبنان حسين ضرار بإجراء اتصالات كثيفة مع مختلف القوى والفعاليات الوطنية والسياسية اللبنانية لتجنيب لبنان ما وصفه مبارك سابقاً بمنزلق خطر نحو حرب شوارع وتدخّل جهات خارجية لتدويل الأزمة اللبنانية.
من جهته، وصف مدير مكتب الامين العام للجامعة العربية المستشار هشام يوسف، الوضع في لبنان بأنه «متأزم للغاية ويتطلب مشاورات كثيفة وإجراء حوار مع القوى اللبنانية المختلفة لبحث كيفية الخروج من هذه الأزمة» مؤكداً «أن هناك قلقاً شديداً من تطورات الوضع وزيادة التأزم في لبنان»، مشيراً إلى أن القلق مشروع لدى الكثيرين ومن المهم التركيز على كيفية الخروج من هذه الأزمة وضمان عدم التصعيد».
وذكر أن اجتماع وزراء خارجية لجنة العراق سيكون فرصة لإجراء مشاورات بشأن الوضع في كل من لبنان ودارفور رغم أن الوضع في العراق سيكون محور المناقشات.
وفي طهران، رأى النائب الأول للرئيس الإيراني برويز داودي، انه يتعين تأليف حكومة وحدة وطنية في لبنان منبثقة من الشعب وبمشاركة جميع الطوائف.
ونقلت «وكالة الأنباء الإيرانية» عن داودي قوله، في مؤ‌تمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في طهران، إن نجاح لبنان هو في وحدته الوطنية.
بدوره، اكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي بعد لقائه اردوغان، ان «أعداء العراق ولبنان يعملون في الوقت الحاضر على إثارة الخلافات الطائفية» مشدداً على أن «تسوية مشكلات لبنان يجب أن تكون من داخل المجتمع اللبناني». وأضاف أن «الذين اختبروا في السابق فشل سياستهم حيال لبنان بانتصار المقاومة خلال حرب الـ33 يوماً لا ينبغي أن يحاولوا تكرار أخطائهم وفرض سياساتهم على لبنان».
من جانبه، أعرب أردوغان عن قلقه حيال الاوضاع في لبنان، مشيراً الى أنه «يتعين على تركيا والدول الإسلامية الا تسمح بتنفيذ سياسات خاطئة وإثارة الصراعات الطائفية التي يسعى إلى إجرائها البعض في لبنان».
بدورها دعت روسيا أمس «جميع القوى السياسية» في لبنان إلى الحوار وإلى البحث عن «حلول تسوية» حفاظاً على استقرار البلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ميخائيل كامينين في بيان: «نولي أهمية خاصة بتعزيز الاستقرار والوفاق الوطني» في لبنان.
وأضاف أن «السبيل الوحيد للحفاظ على السلم الأهلي في هذا البلد يكمن في الحوار بين جميع القوى السياسية وفي البحث عن حلول تسوية جماعية (...) مع أخذ مصالح جميع اللبنانيين في الاعتبار في إطار الدستور».
وأوضح المتحدث أن «الجهود المبذولة من الخارج لتسوية الأزمة يجب أن تساهم في مساعدة اللبنانيين على تجاوز خلافاتهم وليس على تأجيج انقساماتهم».
(الأخبار، وكالات)