strong>ابراهيم عوض
قصد وفد من نواب الأكثرية عين التينة أمس للاجتماع بالرئيس نبيه بري والبحث معه عن «مخرج يمكن ان يساعد في حل الأزمة ويشرّف كل الأطراف». وفق ما صرح به النائب بطرس حرب بعد انتهاء اللقاء الذي ضم الى حرب النواب وليد عيدو وأكرم شهيب وأنطوان غانم وإيلي عون، وحضره النواب في كتلة التنمية والتحرير أيوب حميد وغازي زعيتر وعلي حسن خليل.
وعلمت «الأخبار» ان الوفد لم يحمل معه أي مقترحات محددة يراها صالحة للخروج من حال التأزم التي يعيشها البلد. وتبين ان الغاية الرئيسية من الزيارة «كسر» حلقة عدم التواصل بين فريق 14 آذار والرئيس بري فجاؤوا إليه بصفته «رئيساً للمؤسسة الدستورية الأم أي المجلس النيابي، وليس كطرف من أطراف الصراع» على حد قول حرب.
وأفادت المعلومات ان وفد نواب 14 آذار وبعد استعراضه مجريات الأوضاع وتحذيره مما يمكن ان تؤدي إليه من حوادث أمنية لن يسلم أحد من أذاها، عبّر صراحة عن رغبته في قيام الرئيس بري بمساع لردم الهوة بين الفريقين المتصارعين، وأفاد أن عرض رئيس الحكومة فؤاد السنيورة لتأليف حكومة وحدة وطنية عمادها «الوزير الملك» لا «الثلث الضامن» ما زال ساري المفعول.
ولم يلق اقتراح «جس النبض» الذي تقدم به الوفد الى بري والقاضي بالدعوة الى عقد جلسة عامة لمجلس النواب، قبولاً من رئيسه، وهذا ما أحجم عن ذكره النائب حرب في كلامه مع الصحافيين، وتحدث عنه لـ«الأخبار» موضحاً ان الرئيس بري يرى أن العودة الى المجلس محاولة لتجاوز الحالة القائمة وهي لا تفيد في الوقت الحاضر وقد تنال من وحدته.
وذكر حرب ان ما عناه بعبارة «التفتيش عن مخرج يشرّف كل الأطراف»، في الوقت الذي يتمسك فيه طرف بموقفه، يوصل الى التفاصيل ومنها العودة الى الطرح الذي أورده الرئيس بري على طاولة التشاور ومفاده التفاهم على توسيع الحكومة الحالية لا تأليف واحدة جديدة، ما يعني عدم قيامها بإعداد بيان وزاري والتقدم من المجلس لنيل الثقة.
ولم يستبعد حرب «إحياء» هذا الاقتراح كمخرج للأزمة الراهنة، لافتاً الى ان تصاعد صيحات المتظاهرين في الساحات لا يعطل ما يدور في الكواليس السياسية.
وفي حديثه الى الصحافيين في عين التينة قال حرب: «نحن نرى أنه ليس في قدرة أي فريق، أياً كان هذا الفريق، أن يمارس ما يسمى الضغط والغلبة على الفريق الآخر. نحن لبنانيون محكومون بالعيش في ما بيننا، ومحكومون بالتفاهم على المستقبل، ومن هذا المنطلق جئنا واجتمعنا بالرئيس بري اليوم بصفته رئيساً لمجلس النواب، وذكّرنا بأن هناك مؤسسات يجب ان تعمل وان هناك دستوراً يرعى علاقاتنا في ما بيننا كلبنانيين، وانه في الأزمة التي نقع فيها يجب العودة الى هذه المؤسسات والاحتكام الى أحكام الدستور».
وسئل: عن الأفكار التي جرى طرحها في الاجتماع فأجاب: «هذه الأفكار ليست للبحث بصورة علنية. طرحنا عدة أفكار سيُعلن عنها في الوقت المناسب إذا وجدنا ذلك مناسباً».
سئل: هل استقالة الحكومة واردة؟ أجاب: «أنا لا أعتقد أنه في جو كهذا يمكن الحديث عن استقالة حكومة، فالحكومة موجودة بحكم الأكثرية التي تتمتع بها في مجلس النواب». وعن رأيه في ما يقال بأن استقالة الرئيس عمر كرامي تمت تحت ضغط الشارع قال: «لا، أعتقد أنه إذا كنا نريد المقارنة بالوقت الذي اغتيل فيه الرئيس الحريري، وإذا كنا نريد مقارنة الظروف اليوم بالظروف التي كنا فيها في الماضي فأنا أعتقد ان مجال المقارنة غير صحيح. وهذه الحكومة لا تزال تتمتع بأكثرية في المجلس النيابي».
ولم ينف حرب أو يؤكد ما تردد عن انسحاب نواب كانوا محسوبين على قوى 14 آذار من صفوفها محيلاً سائله عن هذا الأمر على النواب المعنيين.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر مطلعة لـ«الأخبار» ان قوى الرابع عشر من آذار قد تعقد اجتماعاً طارئاً لها في اليومين المقبلين.
وإثر مغادرة وفد نواب الأكثرية استقبل الرئيس بري الوزير السابق سليمان فرنجية والمعاون السياسي للأمين العام لـ«حزب الله» الحاج حسين الخليل.