strong>في اليوم الثالثمن اعتصام المعارضة بقي رئيس الحكومة فؤاد السنيورة ووزراؤه “أسرى” السرايا الكبيرة، حيث أقيم قداس لراحة نفس الوزير الراحل بيار الجميّل حضره بعض أركان 14 آذار، فيما استقبل رئيس الحكومة وفوداً شعبية متضامنة
قلّل رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مجدداً من تأثير تحرك المعارضة على الحكومة، مكرراً «اننا لا نستطيع الوصول الى حلول الا بالتفاهم، وما عدا ذلك أوهام»، ومشدداً: «لن أرحل، وأنا جالس هنا ما دمت أتمتع بثقة مجلس النواب».
مواقف السنيورة جاءت عقب قداس أقيم في السرايا الكبيرة أمس على نية الوزير الراحل بيار الجميل، حضره الرئيس الاعلى لحزب الكتائب امين الجميل وعقيلته جويس وأفراد العائلة ووزراء ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط وعدد من نواب اللقاء وكتلة «المستقبل»، وعدد من قيادات قوى 14 آذار، وممثلو القوى الطالبية فيها.
ترأس القداس مطران بيروت للموارنة بولس مطر الذي القى عظة قال فيها ان بيار الجميل «قدم دمه فداء عن هذا الوطن، والتحق بقافلة الشهداء الكبار الذين بإذنه تعالى سيفتدون الوطن»، معتبراً أن «الحوار بالنسبة الى وطننا هو الدم الذي يجري في عروقه، فاذا انقطع الحوار تقطعت الاوصال»، وآملا أن «تلين قلوبنا جميعاً، وأن نلتقي حول مصلحة هذا الوطن».
وبعد القداس تحدث السنيورة الى الصحافيين مكرراً ان «الحل لأي مشكلة، لا يأتي عن طريق الشارع على الاطلاق لأن هذه الوسيلة قد تستجلب وسيلة مقابلة، وبالتالي لا نصل الى نتيجة»، مشيراً الى ان «الطريقة الفضلى هي العودة الى المؤسسات الدستورية». وقال: «كفانا أوهاماً بأننا نستطيع الوصول الى حلول عن غير طريق التفاهم والتوصل الى قناعات مشتركة في كل المواضيع حتى نستطيع ان نعيش على أساسها. اما غير ذلك فهو أوهام». وأضاف: «لن ارحل، وأنا جالس هنا ما دمت أتمتع بثقة مجلس النواب. أنا موجود هنا بثقة اللبنانيين وثقة المؤسسات الدستورية». ولفت الى أن هناك «اتصالات عربية معنا، ونحن نقدر كل من يزورنا وسيكون هناك مجال للبحث مع كل المعنيين ولا نستطيع ان نقول ان هناك مبادرة». وحذّر من محاولة اقتحام السرايا لأنه سيكون «مشروع مشكل طويل عريض».
وأكد «ان الاتصالات برئيس المجلس النيابي نبيه بري مستمرة وغير مقطوعة»، لافتاً الى ان بري «لديه دور وعليه مسؤولية. صحيح انه رئيس حركة أمل، الا انه ايضاً هو رئيس السلطة التشريعية، وبالتالي يجب ان يفصل بين الاثنين. إنه رجل وطني كبير ويعرف ما هي مسؤوليات مجلس النواب وهو طالما قام بهذا الدور وعليه ان يستمر به».
من جهته، أكد الرئيس الجميل تضامنه مع السنيورة الذي «يعمل بشجاعة وبقلب كبير لانتشال لبنان من هذه المحنة».
بدوره، رأى جنبلاط ان «هذا القداس هو قداس الحق، وهو لشهيد الحرية الذي انضم الى قافلة الشهداء من اجل السيادة والاستقلال». ووصف السنيورة بأنه «رئيس وزراء كل لبنان الشرعي الدستوري مع الحكومة الشرعية الدستورية». وقال: «نحن في بيروت وسنبقى فيها، والذين يطالبون بالمشاركة ويدّعون انهم أقلية، فأنا لم أر في حياتي أقلية تملك عشرات الآلاف من الصواريخ والمدافع، ولو كانت هذه الاقلية في بلاد ديموقراطية عادية كنا دخلنا في لعبة الديموقراطية العادية، لكن أقلية معها صواريخ، وتقرر الحرب والسلم عندما تشاء! هناك مناطق مقفلة بالمطلق على الدولة. أمن خاص، مال خاص، دعم مطلق من ايران وسوريا. غريب أمر هذه الاقلية وغريب مبدأ المشاركة هذا، لكن نحن هنا وسنبقى هنا. سنصمد سلمياً وديموقراطياً»، مكرراً قوله «عندما يقتنعون بأن لا مجال الا للحوار فأهلاً وسهلاً». وأوضح انه زار بري قبل أسبوع، «وليست هناك مشكلة معه. المشكلة مع مجموعة استأثرت بطائفة بكاملها او بقسم من طائفة، واستأثرت بالوطن باسم ما يسمى أقلية».
وأشار الى انه ليس متخوفاً: «نحن ندعوهم الى الانضمام الى الدولة لا أكثر ولا أقل، هذا كان هدف الحوار وسنبقى على هذه الاسس، على اجماع الحوار، وهم لا يريدون اجماع الحوار. معنا وقت».
واستقبل السنيورة جنبلاط على رأس وفد من نواب اللقاء الديموقراطي في حضور عدد من الوزراء. بعد الاجتماع انتقل السنيورة وجنبلاط والحضور الى القاعة الكبرى في السرايا حيث عقد اجتماع مع وفد من رؤساء بلديات السويجاني في منطقة الشوف. وتحدث السنيورة أمام الوفد معتبراً انه «عندما نتفاهم على كل المواضيع لا يبقى هناك مشكلة بعدد الوزراء»، متسائلاً: «هل نسينا مزارع شبعا واستعادتها، وأصبح همّ البعض محاصرة السرايا وترك شبعا وتحليق الطيران وخرق السيادة؟».
ولفت الى «اننا تعودنا المحاولات الانقلابية في لبنان والعالم العربي، وعرفنا نتائجها، والذي يجرب المجرب يكون عقله مخرب». ونبّه «من المندسّين»، مؤكداً أننا «لن نُستدرج وسنبقى صامدين وموحدين بعزيمة وحزم».
ورداً على سؤال عن صلاحيات رئيس الجمهورية، قال: «من الممكن ان يكون هناك من يلعب بعقل رئيس الجمهورية لممارسة صلاحيات كانت موجودة لرئيس الجمهورية قبل الطائف، هذا الموضوع انتهى، وبالتالي ليست من صلاحية لفخامة الرئيس في اي شيء من هذا القبيل، والا يعتبر ذلك انقلاباً على الطائف، فليسمح لنا به فخامة الرئيس».
(وطنية)