strong>شهدت شوارع بيروت أمس صدامات وعراكاً تخلله اطلاق نار وأدت الاشتباكات الى مقتل مواطن وجرح آخرين نقلوا الى المستشفيات. كذلك وقعت صدامات محدودة في الشمال وجبل لبنان. وعمل الجيش وقوى الامن على تطويق الحوادث الامنية وأُوقف عدد من المشتبه فيهم بإثارة النعرات
وقعت أمس سلسلة من الاشتباكات والعراك بين أنصار حركة «امل» و«حزب الله» والحزب القومي السوري الاجتماعي وتيار المردة والتيار الوطني الحر من جهة، ومناصري تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي و«القوات اللبنانية» والكتائب من جهة اخرى، وكانت المحصلة، حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، على الشكل الآتي:
شهد شارع قصقص إشكالاً واسع النطاق أمس بين أنصار المعارضة من جهة و«تيار المستقبل» من جهة أخرى. وقال سكان المنطقة لـ«الاخبار» إن الاشكال بدأ بعد أن قامت أوساط «تيار المستقبل» بنشر أخبار بين مناصريها، مفادها أن سيارات فان وسيارات مدنية أخرى كانت تنقل مناصرين لحزب الله وحركة امل من الضاحية الجنوبية إلى وسط بيروت عبر طريق قصقص ــ رأس النبع، تعرضت لصور الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقامت بتحطيمها، أثناء مرورها في الشارع المذكور. وأن أهالي المنطقة رشقوا تلك السيارات بالحجارة. على الاثر، تحركت مجموعات من مناصري «تيار المستقبل» من حي البرجاوي ومنطقة الفاكهاني والسبيل وشارع حمد والدنا وحي العرب، باتجاه قصقص، وبادرت، بحسب شهود عيان، بالهجوم على السيارات المتوجهة نحو وسط البلد، وقامت بتحطيم زجاجها. ووقع، بعد ذلك، عراك بالأيدي والعصي مع ركاب هذه السيارات. وتطور الاشكال، وتجمع مئات المناصرين وتم تحطيم سيارتي فان «هيونداي»، ووقع عدد من الجرحى، نقل منهم إلى مستشفى الساحل، المواطن أحمد علي محمود، من بلدة زغدرايا، قرب الغازية، عمره 20 سنة وهو مقرّب من حركة «أمل». وكان مصاباً بطلق ناري في الكبد، وما لبث أن فارق الحياة. كما نقل سبعةجرحى الى مستشفى المقاصد واثنان الى مستشفى الجامعة الاميركية وأكدت ادارتا المستشفيين أن جراحهم طفيفة وغادروا جميعاً المستشفيين. ونقل تسعة جرحى إلى مستشفى الرسول الأعظم، اثنان منهم أصيبا بإطلاق نار في أقدامهما، هما المواطنان رضا حسين الحاج علي وحسن اسماعيل ديب، والسبعة الآخرون أصيبوا نتيجة رشقهم بالحجارة وضربهم بالعصي، وهم: المواطنون عفيف محمود حيدر وعلي محمود حيدر وحسن سليم حمية وعلي مصطفى عواضة وحسن شوقي فقيه وفضل عباس الحاج سليمان ومصطفى سليمان فرحات. وإلى مستشفى بهمن، نقل مواطن نتيجة إصابته بجرح طفيف في الرأس. كما أحرقة ثلاثة محالّ في منطقة صبرا يملكها أشخاص سوريون.
وعلى اثر الاشتباكات تدخلت قوة من الجيش اللبناني، قوامها ثلاث ناقلات جند، كانت منتشرة امام مسجد الخاشقجي، فأطلقت النار في الهواء، واستخدمت الغاز المسيل للدموع بغزارة لتفريق الأعداد الكبيرة من المتعاركين. وبعد حوالى ساعة على بدء الاشتباكات، نشر الجيش اللبناني عناصره بشكل كثيف على المداخل المؤدية إلى منطقة قصقص وبشارة الخوري.
ومساءً عمد عدد من المواطنين إلى قطع طريق المطار، فقام عناصر من «حزب الله» بإبعادهم وإعادة فتح الطريق. هذا وقد أدى تناقل شائعات ذات طابع مذهبي تحريضي عن اعتداءات يقوم بها «شباب من الضاحية» على «أهالي بيروت» وتحطيم بعض صور الرئيس الشهيد رفيق الحريري، إلى حالة من الاحتقان أدت إلى تجمع عدد كبير من مناصري «تيار المستقبل» في منطقة برج أبي حيدر، وكانوا يحملون العصي والحجارة. كما ذكر بعض الشهود أن عدداً من المسلحين المجهولين كانوا منتشرين في بعض شوارع الطريق الجديدة، وفي محيط محطة الدنا. كما قال شهود عيان لـ«الأخبار» إنهم شاهدوا عدداً من المسلحين التابعين لحركة «أمل» ليلاً في منطقة المصيطبة وبرج أبو حيدر وكانوا يطالبون بتوقيف الذي أطلق النار وقتل المواطن أحمد علي محمود المقرّب من الحركة.
وخلال النهار، قام مناصرون لتيار المستقبل بمحاولة اقتحام مكتب الحزب القومي السوري الاجتماعي في منطقة الطريق الجديدة، مما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى. ويذكر أن محاولة للهجوم على المكتب نفسه كانت قد حصلت اول من امس بعد كلمة رئيس الحزب علي قانصو في مكان تجمع قوى المعارضة في ساحة رياض الصلح. وشهد شارع بربور إطلاقاً للنار إثر محاولة أنصار «تيار المستقبل» اقتحام مركز حركة «أمل» في الشارع المذكور. فقد حضرت مجموعة كبيرة من مناصري «المستقبل» وهجموا على المركز وكادوا يحرقونه قبل تدخل الجيش اللبناني الذي عمد إلى تفريق هذه المجموعة. وأكد عدد من سكان منطقة بربور أن من أطلق النار في بربور هو المدعو ع. ف، وهو مسؤول في «تيار المستقبل».
جبل لبنان
وفي منطقة الناعمة، وحوالى الرابعة بعد الظهر، حاول عدد من الأشخاص قطع طريق الجنوب الساحلي، فمنعتهم من ذلك قوة من الجيش اللبناني.
وفي حادث آخر نقل إلى مستشفى الرسول الاعظم المواطن خضر توفيق حمود، الذي ذكر أنه إثر عودته من مؤسسة تجارية يعمل فيها في منطقة جونيه، اعترضت سيارته مجموعة من الشباب قال إنهم من مناصري «القوات اللبنانية»، وتعرضت له بالضرب. وفي خلدة، وقرب منزل النائب والوزير السابق طلال إرسلان، وأثناء محاولة مناصري قوى الأكثرية رفع لافتات وصور للرئيس الحريري حدث عراك مع مناصري الحزب الديموقراطي اللبناني.
وكان المواطن محمد هاشم زعيتر قد تعرض صباح أمس لطعنة سكين في خاصرته اليسرى اخترقت كليته.
الشمال
لم تمر مشاركة أبناء الضنّية والمنية في الاعتصام الذي دعت إليه قوى المعارضة من غير وقوع إشكالات، أبرزها ما شهدته بلدة البداوي الساحلية من احتكاك، تطوّر إلى عراك وتضارب، بين وفد لأنصار «التيار الوطني الحر» كانوا آتين من منطقة عكار، مع أنصار لـ«تيار المستقبل» رشقوا سيارات الوفد بالحجارة، إضافة إلى توجيه السباب والشتائم إليهم، قبل أن تبادر القوى الأمنية الى التدخل لفضّ الإشكال.
وفي بلدة بجدرفل، أقدم مجهولون على تحطيم وحرق صور النائب والوزير السابق سليمان فرنجية، واستبدلوا هذه الصور بصور للوزير الشهيد بيار الجميل. وفي بلدة كفرعبيدا في البترون، أنزل مجهولون صور رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون.
وأكد مصدر أمني رفيع لـ«الأخبار» أن الجيش وقوى الأمن أحكموا السيطرة على الشارع الذي يشهد «حالة هيجان» وقال المصدر إن إطلاق النار جاء من الجانبين ولم يعرف من بادر أولاً بذلك، لكنه أكد أن منطقة أرض جلول والشياح وبرج أبي حيدر والبسطة، شهدت جميعها إطلاقاً للنار. وأضاف المصدر ان الجيش اللبناني أوقف ثلاثة عمال سوريين، بعدما شك المتظاهرون في أنهم يرشقون الحجارة. كما ذكر مصدر قضائي رفيع لـ«الأخبار» أن شخصاً رابعاً أوقفه الجيش بتهمة المشاركة في الاشكالات.
(الأخبار)