راجانا حميّة
نقلت الجامعات اللبنانية ملكيّتها إلى ساحة الاعتصام في وسط بيروت، متّخذةً قرار اعتزال قاعات الدراسة إلى الأجَل الذي تعلن فيه الحكومة استقالتها وتعلن معها القوى المعارِضة عودتها.
عشرات الكلّيات الرسميّة والخاصّة حجزت أول من أمس أطراف ساحتي رياض الصلح والشهداء لتركيب خيمها تمهيداً لتأمين «مقاعد» لطلّاب المعارضة الذين يؤمّون وسط العاصمة يوميّاً.
خمس وثلاثون خيمة تقاسمتها التيّارات السياسية المشاركة، فأخذ كلّ واحد منهم حصّته، فاحتلّ التيّاران... العوني والمردة ساحة الشهداء، وهناك... تابع الشباب فرز الخيم على أساس «المعرفة الشخصيّة». ويشير بسّام كرم (تيّار عوني في الجامعة الأميركية في بيروت) إلى أنّه «لا علاقة للخلفيات السياسية بهذا التقسيم، وكل ما في الأمر أنّنا اعتمدنا على توزيع الخيم فقط بالنسبة للنوم. وفي النهاية، نحن فريق واحد ولا نرى أنّ هذه التفاصيل يمكن أن تقف عائقاً أمام وحدتنا». ويشير كرم إلى أنّ «التيّار كان أوّل من ساهم في لمّ شمل طلّاب المعارضة»، ولهذا احتسب «التيّار» منذ اليوم الأوّل لاعتصامه المفتوح من ضمن خيمه الدائمة خيمتين لطلّابه، إحداهما «لجامعتي LAU وAUB» وأخرى للجامعات اليسوعيّة، غير أنّ «العدد الهائل من الطلّاب» دفع المنظّمين إلى زيادة الخيم لتصل إلى إحدى عشرة خيمة، فيما تفوّق المردة في خيمه إلى أن وصلت، بحسب مسؤول الشباب والطلّاب في تيّار المردة محسن تولاني، إلى خمس عشرة خيمة.
وفي الساحة المقابلة، فرّقت «مقاطعة» حزب التوحيد اللبناني بين خيم «أمل» وحزب الله التي لم تكتمل إلى الآن، لتقتصر على خيمتين فقط، ويعزو رئيس مجلس فرع الطلّاب في علوم «اللبنانيّة» فضل الموسوي السبب إلى «الضغط الشعبي غير المتوقّع الذي أعاق عمل الفرق التنظيمية في تركيب الخيم».
ويتوقّع الموسوي أن ينتهي تركيب الخيم الباقية غداً، على أن تتوحّد جميعاً تحت لواء «الخيمة المركزية» في ساحة رياض الصلح التي تجري فيها النشاطات الأساسية للخيم كلها.
تنبثق عن هذه الخيمة لجنة تنسيق مركزية تتولّى تنظيم النشاطات المشتركة لطلّاب التيّارات السياسية المشاركة في الاعتصام المفتوح، على أن يتولّى القيادة «ممثّلو هذه الجامعات سواء من مجلس فرع الطلّاب أو من النوادي».
ويشير الموسوي إلى أنّ النشاطات التي تقيمها اللجنة تتنوّع «ما بين السياسي والثقافي والاجتماعي والصحيّ والفنّي»، ويجري التركيز فيها على الشق السياسي عبر «تنطيم حلقات حوارية ولقاءات مع شباب من الجهات المعارضة لحملتنا وتيّاراتنا، بهدف تعريفهم بنشاطاتنا، إضافة إلى الحوار السياسي المباشر مع شخصيّات سياسية من المعارضة تتولّى تنظيمها الوسائل الإعلاميّة».
وفي ما يتعلّق بالنشاطات الثقافية، يتوخّى الطلّاب المشاركون التركيز فيها على لبنان وتاريخه ودستوره وعيشه المشترك، فيما تركّز النشاطات الصحّية على محاربة «النارجيلة» والسيدا والتدخين...
كما خصّص الطلّاب فقرة للأنشطة الفنّية مثل الشعر والموسيقى والرسم، حيث بدأ معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانيّة خطوته الأولى عبر إقامة معرض للرسوم الحيّة في ساحة جبران خليل جبران.
ولم ينس الطلّاب إضافة بندٍ إلى لائحة النشاطات، يتوقّع أن يكون أساسيّاً إذا استمر الوضع على ما هو عليه، ويسمح هذا البند بنقل قاعات التدريس إلى مكان الاعتصام حفاظاً على «مستقبل طلّاب المعارضة».